.floating_btn{ display:none !important; } .println-contact-form-button-element{ display:none !important; }
زراعة الشبكية الاصطناعية في تركيا تعد من أحدث التقنيات الطبية التي تمنح الأمل للمصابين بضعف بصري شديد أو العشى الليلي. تقوم هذه العملية على زرع رقائق الكترونية دقيقة في العين لتحويل الضوء إلى إشارات عصبية تصل إلى الدماغ، ما يتيح للمريض استعادة جزء من الرؤية وممارسة حياته اليومية بشكل أفضل.
على الرغم من أن عدد العمليات عالمياً ما يزال محدوداً، إلا أن النتائج المسجلة في تركيا والعالم أظهرت تحسناً ملحوظاً في جودة حياة المرضى.
ما هي العين البيوالكترونية (زراعة الشبكية الاصطناعية)؟
العين البيوالكترونية أو زراعة الشبكية الاصطناعية: هي تقنية طبية متطورة تعتمد على زرع رقائق الكترونية دقيقة فوق شبكية العين مع بقاء الخلايا السليمة تحتها قادرة على العمل، تقوم هذه الرقائق بتحويل الضوء إلى إشارات كهربائية تنتقل إلى الدماغ، مما يساعد المرضى على استعادة جزء من قدرتهم على الإبصار.
بدأ استخدام هذه التقنية في الولايات المتحدة وأوروبا وتركيا وحققت نجاحاً في تمكين بعض فاقدي البصر من الرؤية مجدداً حيث تستهدف بشكل خاص مرضى العشى الليلي وهو اضطراب يؤثر على مستقبلات الضوء في الشبكية وقد يؤدي إلى فقدان تدريجي للرؤية أو حتى العمى الكامل.
بعد العملية، يحتاج المريض عادة إلى نحو 40 جلسة إعادة تأهيل بصري ليتعلم دماغه كيفية التعامل مع الإشارات الجديدة. ومع ذلك، فإن العين البيوالكترونية لا توفر رؤية تفصيلية أو ألواناً، لكنها تمنح المريض القدرة على تمييز الأجسام الكبيرة مثل الأبواب أو الكراسي أو السيارات، مما يساعده على الحركة بثقة أكبر واستعادة استقلاليته.
تعمل المراكز الطبية حالياً على تطوير شبكية اصطناعية ملونة يُتوقع أن تكون متاحة للاستخدام بحلول عام 2026، وهو ما قد يحسن جودة الرؤية بشكل كبير ويتيح للمريض إدراك الألوان بجانب الأشكال.

من هم المرضى المرشحون لعملية زراعة الشبكية الاصطناعية (الالكترونية)؟
في الوقت الحالي فإن عملية زراعة عين الكترونية اصطناعية متاحة فقط للمرضى المصابين بالعمى الليلي أو مرضى التهاب الشبكية الصباغي كما هو معروف وخاصة مرضى المراحل المتقدمة من المرض، حيث سيخضع هؤلاء المرضى لاختبار حساسية الضوء لمعرفة مدى حساسية شبكية العين للضوء من عدمه بالإضافة لاختبارات الكترو فيزيولوجية أخرى.
ما هي الشروط التي يجب توافرها في المريض الذي ستجرى له عملية زراعة الشبكية الصناعية؟
- أن يكون مريضاً بالعمى الليلي في المراحل المتقدمة.
- أن يكون أفضل مستوى رؤية لدى المريض هو رؤية حركة اليد قرب العين أو حتى أقل من ذلك.
- يجب أن تكون الخلايا الحسية البصرية وخلايا التوصيل البصري سليمة تماماً.
- أن يتجاوز عمر المريض 25 سنة.
- عدم وجود أي مانع للتخدير.
- كما يجب أن تتم هذه العملية بموافقة المريض.
- كما يتوجب عليه الخضوع لجلسات التأهيل لمتابعة العلاج ما بعد العملية.
في الوقت الحالي لن يكون بالإمكان إجراء العملية للمرضى المصابين بأمراض أخرى قد تسبب اضطرابات في الرؤية.
كيف تجرى عملية زراعة الشبكية الاصطناعية؟
تُجرى عملية زراعة الشبكية الاصطناعية تحت التخدير العام للمريض، ويشرف عليها فريق متخصص في جراحة العيون.
تتألف العين البيوالكترونية من جزأين رئيسيين: مستقبلات إلكترونية تُثبت خارج الشبكية، وأقطاب كهربائية دقيقة توضع على سطحها. وخلال العملية يقوم الجراح بما يلي:
- إجراء فتحة صغيرة في بياض العين تحت العضلات العينية.
- إدخال وتثبيت ثلاثة مستقبلات إلكترونية دقيقة في مناطق مختلفة من صلبة العين (النسيج الأبيض)، عبر أنبوب جراحي لا يتجاوز قطره 1 ملم.
- وضع قطب كهربائي (الكترود) على منطقة اللطخة الصفراء، وهي النقطة الأكثر دقة في الشبكية والمسؤولة عن وضوح الإبصار.
- اختبار جميع المستقبلات والأقطاب للتأكد من عملها بشكل سليم.
- خياطة مكان دخول الأدوات الجراحية وإعادة الأنسجة إلى وضعها الطبيعي بحيث لا يترك الإجراء أثراً ظاهراً.
تهدف هذه العملية إلى تمكين المريض من استقبال الضوء عبر المستقبلات الإلكترونية، التي تحول الصور إلى إشارات كهربائية تنتقل إلى الدماغ وتمنحه القدرة على استعادة جزء من الرؤية.

فترة التعافي بعد إجراء عملية زراعة الشبكية الإلكترونية
مثل أي جراحة عينية، تحتاج العين إلى نحو أسبوع للتعافي الأولي. خلال هذه الفترة يُستخدم عدد من القطرات العينية مع تجنب القيام بأي مجهود جسدي أو بصري كبير. وبعد زوال الاحمرار، يبدأ المريض جلسات معايرة مع فريق متخصص، حيث يتم ضبط المستقبلات والأقطاب المزروعة لتتلاءم مع قدرته على الرؤية.
بعد ذلك، يرتدي المريض نظارات خاصة ويستخدم جهازاً إلكترونياً صغيراً في حقيبة تُسجل ما يشاهده، ليتم تحليل البيانات لاحقاً وإجراء تدريبات إعادة التأهيل البصري. وقد أظهرت دراسات الأكاديمية الأمريكية لجراحة الشبكية أن هذه التقنية آمنة وفعالة على المدى الطويل، مما يمنح الأمل باستعادة البصر لعدد من المرضى.
نسبة الرؤية بعد زراعة الشبكية الاصطناعية
في البداية يتمكن المريض من التعرف فقط على الأجسام الكبيرة (مثل الكراسي أو الأشخاص في الغرفة)، ومع مرور الوقت والتأهيل تتحسن القدرة على التمييز تدريجياً لتشمل تفاصيل أصغر مثل وجود زجاج على الطاولة أو الظلال.
رغم أن الرؤية الكاملة مثل العين الطبيعية غير ممكنة حالياً، إلا أن التحسن من العمى الكامل إلى القدرة على إدراك الأشياء وتمييزها يُعتبر إنجازاً كبيراً يحسن استقلالية المريض وجودة حياته بشكل ملحوظ.
زراعة الشبكية الاصطناعية تعد إنجازاً طبياً يمنح الأمل لمرضى فقدان البصر، فهي تساعد على استعادة جزء من الرؤية وتحسين القدرة على التنقل والاستقلالية. ورغم محدودية التفاصيل والألوان حالياً، فإن التطورات القادمة تبشر بنتائج أفضل وجودة بصر أعلى مستقبلاً.
المصادر:
- PMC National Center for Biotechnology Information. (2012). Building the bionic eye: An emerging reality and opportunity .
- Britannica. (n.d.). Bionic Eye. In Encyclopedia Britannica.
- Fighting Blindness Canada. (n.d.). The Bionic Eye.