قد يبدو الأمر غريبًا للوهلة الأولى، لكن زراعة البراز أصبحت اليوم واحدة من أكثر الأساليب الطبية حداثة وفعالية لعلاج بعض أمراض الجهاز الهضمي المستعصية. تقوم الفكرة ببساطة على نقل بكتيريا نافعة من براز شخص سليم إلى أمعاء مريض يعاني من اضطراب في توازن الميكروبات المعوية.
في السنوات الأخيرة، بدأ تطبيق هذا الإجراء المتطور في عدة دول، ومن بينها تركيا التي تُعد من الوجهات الطبية الرائدة في مجال السياحة العلاجية. حيث توفر مراكز طبية متخصصة بتقنيات حديثة، وفرق طبية مدرّبة على إجراء عمليات زراعة البراز وفق أحدث المعايير العالمية.
ما هي عملية نقل البراز؟
قد يبدو الاسم غير مألوف، لكن نقل البراز أو ما يُعرف طبيًا بـ زراعة البراز (Fecal Microbiota Transplantation – FMT) هو إجراء طبي حديث يهدف إلى استعادة التوازن الطبيعي للميكروبيوم المعوي. وتتم العملية عن طريق إدخال براز مليء بالبكتيريا النافعة من شخص سليم إلى قولون مريض يعاني من اضطراب في توازن الجراثيم المعوية.
الفكرة تقوم على أن وجود كمية كافية من البكتيريا المفيدة في الأمعاء يساعد على السيطرة على البكتيريا الضارة، والحد من نشاطها وإنتاجها للسموم. فعندما يختل هذا التوازن بسبب المرض أو بسبب الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية، تزداد فرصة نمو البكتيريا الممرضة مثل المطثية العسيرة (C. difficile)، التي قد تسبب التهابات معوية حادة وإسهالًا شديدًا.
بعكس المضادات الحيوية التي لا تفرق بين البكتيريا الضارة والمفيدة، يؤدي نقل البراز إلى إعادة بناء بيئة معوية صحية تدعم الهضم، تعزز المناعة، وتقلل خطر الانتكاس. لهذا أصبح هذا الإجراء خيارًا فعالًا، إذ يمنح المرضى تحسنًا سريعًا وملموسًا، بل ويساعد على الوقاية من تكرار الإصابة مستقبلًا.

من الذي يحتاج إلى نقل البراز؟
ييُستخدم زرع البراز بشكل أساسي لعلاج عدوى جرثومية خطيرة تُعرف باسم المطثية العسيرة. هذه البكتيريا تنتج سمومًا قوية تهيّج جدار الأمعاء وتسبب إسهالًا حادًا قد يكون مهددًا للحياة.
في العادة، تتم معالجة هذه العدوى باستخدام المضادات الحيوية. ورغم فعاليتها في البداية، إلا أن المشكلة تكمن في أن العدوى قد تعود مرارًا، بل إن بعض المرضى لا يستجيبون إطلاقًا للعلاج الدوائي. في مثل هذه الحالات، يُعتبر نقل البراز علاجًا أكثر نجاحًا، حيث يعمل على استعادة التوازن الطبيعي للبكتيريا النافعة داخل الأمعاء، مما يؤدي إلى القضاء على العدوى بسرعة وبمعدلات نجاح أعلى بكثير من الأدوية التقليدية.
هل يمكن لزرع البراز ان يعالج أمراضاً أخرى؟
رغم أن زراعة البراز تستخدم اليوم بشكل أساسي لعلاج عدوى المطثية العسيرة المتكررة، إلا أن الأبحاث العلمية لم تتوقف عند هذا الحد. فقد بدأ الباحثون في استكشاف دورها في معالجة أمراض أخرى ترتبط باضطراب توازن البكتيريا داخل الأمعاء. على سبيل المثال، أظهرت بعض الدراسات أن مرضى التهاب القولون التقرحي وداء كرون يعانون من خلل واضح في تنوع الميكروبيوم، وأن نقل البراز من متبرع سليم قد يساعد في تحسين الأعراض لديهم، رغم أن النتائج لا تزال متفاوتة ولم تصل بعد لدرجة الاعتماد الرسمي كخيار علاجي.
الأمر ذاته ينطبق على متلازمة القولون العصبي، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن إعادة توازن البكتيريا عبر زراعة البراز قد تقلل من الانتفاخ والآلام المزمنة، بينما لم تثبت تجارب أخرى نفس التأثير. ومن هنا تبقى النتائج غير حاسمة.
لم يتوقف الاهتمام عند أمراض الجهاز الهضمي فقط، بل امتد ليشمل الحالات العصبية والنفسية مثل الاكتئاب ومرض باركنسون. ذلك لأن العلماء اكتشفوا ما يسمى بـ “المحور المعوي–الدماغي”، أي أن صحة الميكروبات داخل الأمعاء قد يكون لها تأثير مباشر على الدماغ والحالة المزاجية. بعض المرضى أظهروا تحسنًا في الأعراض بعد زراعة البراز، لكن هذه الدراسات لا تزال في مراحلها المبكرة. إضافةً إلى ذلك، يتم استكشاف جدوى هذه التقنية في حالات أخرى مثل السمنة، متلازمة الأيض، الحساسية، وحتى بعض أمراض المناعة الذاتية، إلا أن الأدلة الحالية محدودة.
يمكن القول إن زراعة البراز تمثل مجالًا واعدًا في الطب الحديث، لكن تطبيقاتها خارج نطاق علاج عدوى المطثية العسيرة ما زالت قيد البحث والتجربة، ولا يمكن اعتمادها بشكل روتيني إلا بعد توفر المزيد من الدراسات التي تؤكد فعاليتها وسلامتها.
نقل البراز وعلاج تقرحات الامعاء المزمنة
تبدو زراعة البراز واعداة جداً في علاج التهاب القولون التقرحي. أحد الأسباب قد يكون أن المصابين بهذا المرض يكون لديهم غالباً خليط غير صحي من الكائنات البكتيرية الدقيقة داخل الامعاء. مما يجعل من الصعب على أجسامهم أن تقاوم التهابات المعدة.
كشفت دراسة جديدة تلقى مصابون بالالتهاب التقرحي فيها مزيجاً من براز متبرعين إثنين. أظهر بعضهم تحسناً في الأعراض وانخفاضاً في الالتهاب بعد شهر واحد فقط بينما اختفت الأعراض لدى 15% من الأشخاص بشكل كامل. ولقد وجد الباحثون دليلاً على أن المتبرع المناسب يمكن أن يحسن فرص النجاح للمصابين بهذا المرض.
إن وجود متبرع في صحة جيدة أمر هام وقد يساعد أكثر أن يكون عمره قريباً من عمر المتلقي. إضافة إلى ذلك انه من الأفضل أن يكون المعطي للبراز أحد أفراد عائلة المتلقي و سليم من المرض نفسه أو أمراض أخرى. كذلك أيضًا فإن إجراء النقل بين الإخوة والأخوات يعطي نتائج أفضل مما لو كان بين الوالدين وأولادهم. ربما يعود الأمر لكون الإخوة متقاربين أكثر في أعمارهم.
هناك حاجة للمزيد من الدراسة والأبحاث لمعرفة لماذا يعطي نقل البراز نتائج لدى بعض الأشخاص المصابين بالالتهابات التقرحية أفضل من غيرهم.
اقرأ عن: سرطان القولون والمستقيم

الأشخاص غير المرشحين للخضوع لعملية نقل البراز
يمكن أن ينطوي نقل البراز على مخاطرة لدى بعض الأفراد وقد ينصح الطبيب بعدم القيام بالزراعة عند توفر إحدى الحالات التالية:
- إذا كان الشخص قد خضع لعملية زرع نقي عظم منذ فترة قريبة
- إذا كان المريض يتناول أدوية مثبطة للمناعة
- إذا كان الشخص مصاباً بمرض تليف الكبد
- إذا كان المريض يعاني من نقص المناعة المكتسب (الإيدز)
- إذا كان الشخص يتلقى علاجاً ضد السرطان
من يمكن أن يكون متبرعا بالبراز؟
عادةً ما يكون مانح البراز أحد أفراد عائلة المريض أو أحد أصدقائه، لكن لا يشترط أن يكونوا كذلك. يمكن أيضًا للمريض تلقي براز مجمّد من بنك البراز، حيث يخضع المتبرع والفحوصات لمعايير دقيقة لضمان سلامة العينة وخلوها من أي أمراض معدية أو تأثيرات دوائية.
لكي يكون الشخص مؤهلاً للتبرع، يجب أن تتوفر فيه الشروط التالية:
- صحة جيدة وخلو من الأمراض المزمنة أو المعدية
- جهاز مناعي سليم، دون ضعف أو أمراض مناعية
- عدم وجود التهابات معوية نشطة
- عدم وجود تاريخ من تعاطي المخدرات
- عدم دخول السجن سابقًا
- عدم وجود وشم أو ثقوب في الجسم خلال الستة أشهر الأخيرة
- عدم السفر مؤخرًا إلى مناطق قد يكون تعرض فيها لأنواع معينة من العدوى أو البكتيريا الضارة
يُفضل اختيار أحد الأخوة أو الأخوات كمانح عند الإمكان، لأن التشابه الجيني والعمر المتقارب قد يزيد من فرص نجاح الزرع وتحقيق التوازن الجرثومي في أمعاء المتلقي.
اقرأ عن: علاج الشق الشرجي المزمن في تركيا
قبل إجراء نقل البراز
في الليلة التي تسبق عملية نقل البراز على المعطي أن يتناول مليناً وفي صباح اليوم التالي عليه أن يجمع برازه في وعاء يدعى ” قبعة ” (يكون قد حصل عليه مسبقاً من الصيدلية) ثم يسلمه إلى العيادة الخارجية حيث ستجري عملية النقل. يكون تحضير العينة لزراعتها من خلال خلطها بالماء المعقم وترشيحها بشكل متكرر لإزالة المواد الصلبة. وحالما تجهز يجب زراعتها بأمعاء المستقبل خلال 6 ساعات.
بالنسبة للمتلقي يجب عليه ألا يكون قد تناول مضادا للالتهاب في الأسبوعين السابقين للعملية. وعليه أن يتناول مليناً (أو حقنة شرجية) في الليلة التي تسبق الزرع من أجل أن تكون أمعاؤه فارغة عند تلقي العينة البرازية. في اليوم الذي تتم فيه عملية زرع البراز يجب أن يعطى المريض مثبط مضخة البروتون (PPI) لمنع قتل البكتيريا النافعة بأحماض المعدة. إضافة إلى إعطائه دواءً مضاداً للإسهال لنحافظ على العينة المنقولة في أمعائه.
تأكد من وجود من يرافق الشخص إلى المنزل بعد الانتهاء من عمل زراعة البراز.
اقرأ عن: علاج التهاب المسالك البولية عند النساء
عملية نقل البراز في تركيا
يتساءل الكثير من المرضى عن كيفية إجراء زرع البراز (FMT) في تركيا، حيث تُجرى العملية عادة في العيادات الخارجية المتخصصة تحت إشراف فرق طبية مؤهلة. ويتم اختيار الطريقة الأنسب حسب حالة المريض، شدة أمراض الجهاز الهضمي، صحته العامة، وتفضيلاته الشخصية.
عن طريق حقنة شرجية
عند اختيار هذه الطريقة يتم وضع عينة البراز في حقيبة أو زجاجة جهاز الحقن ثم يجري ضخها في المستقيم حيث أنه لابد من الاحتفاظ بها هناك لأطول فترة ممكنة. يمكن أن تكون هناك حاجة لتكرار هذا الأسلوب لعدة أيام من أجل إعادة الحياة الطبيعية بشكل كاف إلى القناة المعوية.
عن طريق تنظير القولون
يمكن للحقنة الشرجية أن تصل حتى القولون فقط ولذلك يمكن اللجوء إلى طريقة أخرى وهي إجراء زرع للبراز عن طريق تنظير القناة الهضمية السفلية. وفي هذه الحالة يتم وضع العينة في جهاز التنظير حيث تتم عملية إدخاله في فتحة الشرج ودفعه ببطء داخل الكولون ليتم إطلاق العينة فيه. يستغرق هذا النوع من التدخلات الطبية حوالي 30 دقيقة ويجب إعطاء مسكناً للشخص.
عبر التنظير العلوي
عندما يكون هناك موانع من إجراء تنظير القولون يمكن إجراء عملية الزرع عن طريق التنظير العلوي. يتم إعطاء المتلقي مسكناً ثم يقوم طبيبك بإدخال المنظار من الفم. يستخدم الهواء لفتح المريء والمعدة والأمعاء بالكامل ثم توضع العينة في الأمعاء الدقيقة. تستغرق هذه العملية حوالي 15 إلى 20 دقيقة.
الكبسولات الفموية التقليدية (تجريبية)
تُوضع البكتيريا في كبسولات متعددة الطبقات من براز متبرع حي، ويتناول المريض حوالي 40 كبسولة خلال يوم أو عدة أيام. أظهرت الدراسات أن فعاليتها تكاد تعادل تنظير القولون، لكنها لا تزال ضمن نطاق التجارب البحثية وليست منتجًا معياريًا معتمدًا.
عبر أنبوب التغذية
هناك طريقة تعتمد أنبوب التغذية لضخ عينة البراز في الأمعاء مباشرة. تستخدم هذه الطريقة عادة من أجل المصابين الذين لا يستطيعون تحمل الطرق الأخرى. فيتم ضخ العينة من خلال أنبوب أنفي لتوضع مباشرة في الأمعاء.
بعد أي من هذه الطرق، يُنصح المريض بعدم إفراغ أمعائه لمدة ساعتين على الأقل لضمان تثبيت البكتيريا المفيدة وإعادة التوازن الطبيعي للأمعاء.
المنتجات المعيارية الحديثة: Rebyota وVowst
إلى جانب الطرق التقليدية، ظهرت مؤخرًا منتجات معيارية جاهزة تعتمد على زراعة البراز، ووافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج عدوى المطثية العسيرة المتكررة:
- Rebyota: يُعطى مرة واحدة عن طريق الحقن الشرجية، ويُصنع من براز متبرعين تم فحصه بدقة لضمان خلوه من الأمراض المعدية. أظهرت الدراسات أن Rebyota يقلل بشكل كبير من تكرار العدوى بعد المضادات الحيوية، حيث حقق نحو 78% نجاحًا مقارنة بـ58% في مجموعة العلاج الوهمي. تشمل الآثار الجانبية الشائعة ألم البطن، إسهال، انتفاخ، غازات وغثيان، وتكون غالبًا خفيفة ومؤقتة.
- Vowst: كبسولات فموية تحتوي على ميكروبات برازية معيارية ومعالجة مسبقًا، وتُعد أول منتج معتمد للوقاية من تكرار عدوى المطثية العسيرة يُؤخذ عن طريق الفم. مقارنة بالكبسولات التقليدية، فإن Vowst يوفر جرعات موحدة وثابتة وجودة عالية لكل مريض، مع سهولة الاستخدام وأمان أكبر.
تركيا توفر للمرضى خيارات متنوعة لإجراء زرع البراز، سواء عبر الطرق التقليدية بما فيها الكبسولات التجريبية، أو عبر المنتجات المعيارية الحديثة مثل Rebyota وVowst. وتتميز هذه المراكز الطبية بالخبرة العالية والالتزام بمعايير السلامة، مما يجعل إعادة التوازن الجرثومي للأمعاء أكثر أمانًا وفعالية.

مضاعفات زراعة البراز
بعد إجراء عملية زرع البراز قد يعاني المتلقي من بعض الأعراض الجانبية تتضمن:
- إنزعاج أو تقلصات في البطن
- إمساك
- إسهال
- التجشؤ أو انتفاخ البطن
- رد فعل على المهدئات
- يمكن أن تكون هناك مخاطرة جدية عند استعمال تنظير القولون أو التنظير من الأعلى بحدوث نزيف دموي أو انثقاب في جدار الامعاء
تعتمد المراكز الطبية على فحص صارم للمتبرع يشمل التاريخ الطبي الكامل والفحوصات المخبرية للتأكد من خلو البراز من أي أمراض معدية أو مواد دوائية. حيث لا يُسمح بإجراء زرع البراز في المنزل (DIY) بسبب خطر انتقال عدوى خطيرة وغير متوقعة. يجب دائمًا إجراء العملية تحت إشراف طبي متخصص.
اقرأ عن: علاج سلس البول عند الرجال
بعد عملية زراعة البراز
تتتم عمليات نقل البراز عادة في العيادات الخارجية، ويستطيع المريض العودة إلى المنزل في نفس اليوم. إذا تم إعطاء المريض مهدئًا خلال الإجراء، تتم مراقبته حتى تزول آثار التخدير ويستقر وضعه قبل الخروج.
قد يعاني بعض المرضى من الإسهال أو تقلصات خفيفة في البطن لعدة أيام، إلا أن معظمهم يشعرون بتحسن ملحوظ في أعراض الجهاز الهضمي خلال 48 ساعة من الإجراء. يحتاج الأمر أحيانًا إلى ثلاثة أشهر حتى تصبح بكتيريا أمعاء المتلقي متقاربة بشكل كامل مع البكتيريا المفيدة للمتبرع.
إذا عادت الأعراض خلال أربعة أسابيع من العملية، يُعتقد أن الإجراء لم يكن ناجحًا، وقد يحتاج المريض في بعض الحالات إلى تكرار زرع الميكروبات. حتى الآن، لا توجد إرشادات محددة حول التوقيت الأمثل لإجراء العملية مرة ثانية، ويُحدد ذلك حسب تقييم الطبيب لحالة المريض.
اقرأ عن: اعراض القولون العصبي عند النساء
ما هي نوع البراز؟
يقوم المختبرون بتصنيف البراز حسب القوام والشكل لتحديد أي اضطرابات في الجهاز الهضمي، ومن أبرز التصنيفات:
- البراز الناعم: طبيعي ويشير إلى صحة جيدة للأمعاء.
- البراز الصلب أو على شكل كريات: قد يدل على الإمساك أو بطء حركة الأمعاء.
- البراز الرفيّع: يشير غالبًا إلى قوام صحي، لكن القليل من التشقق قد يدل على بداية الإمساك.
- البراز المائي: قد يدل على الإسهال أو فرط حركة الأمعاء.
- البراز المشتمل على مخاط أو دم أو أميبات: قد يشير إلى التهابات معوية أو طفيليات.
هذه التصنيفات مهمة في تقييم صحة الأمعاء قبل وبعد زراعة البراز، لضمان التوازن الجرثومي ونجاح العلاج.
ما هي الأمراض التي يكشفها تحليل البراز؟
يُستخدم تحليل البراز كأداة تشخيصية مهمة للكشف عن مجموعة من مشاكل الجهاز الهضمي، ومن أبرزها:
- الأمراض الالتهابية للأمعاء: مثل التهاب القولون التقرحي ومرض كرون، حيث يساعد التحليل في تقييم وجود التهابات أو اضطرابات في حركة الأمعاء.
- الطفيليات المعوية: يساهم التحليل في اكتشاف وجود طفيليات أو أميبات قد تسبب الإسهال أو ألم البطن.
- اضطرابات الهضم: مثل سوء امتصاص العناصر الغذائية أو مشاكل في الجهاز الهضمي تؤدي إلى تغيرات في قوام البراز.
- التهابات القولون: يساعد التحليل على تحديد وجود التهابات في جدار القولون، سواء كانت حادة أو مزمنة.
تُعتبر نتائج تحليل البراز جزءًا مهمًا من تقييم صحة الأمعاء قبل وبعد إجراء زرع البراز، لتحديد التوازن الجرثومي ونجاح العلاج.
كم حجم عينة البراز للتحليل
يتطلب عادة حوالي 3- 5 مليلتر تقريبًا. يرجى ملاحظة أن هذه العينة قد تختلف بين المختبرات والاختبارات المحددة. يُنصح دائمًا باتباع تعليمات الطبيب أو الفني المختبر المسؤول عن جمع العينة وتحليلها للحصول على النتائج الدقيقة والموثوقة.
تقييم عملية نقل البراز في تركيا
وفقاً لمراجعة نتائج 2019 وجد الباحثون أن العلاج الجرثومي البرازي له معدل شفاء يتراوح بين 70% إلى 93% لدى الأشخاص الذين عانوا من فرط نمو بكتيريا المطثية العسيرة المتكرر والأعراض المرتبطة به. وينخفض معدل النجاح عموماً عند استخدام طريقة الكبسولات بينما يكون مرتفعاً عند استخدام طريقة تنظير الامعاء. قد يعتبر البعض أن هذه الطريقة مثير للاشمئزاز ولايتقبلون استخدام براز شخص آخر. ولكنها طريقة فعالة لعلاج الحالات المستعصية.
مستقبل زراعة البراز
يشهد مجال زرع البراز تحولًا كبيرًا عالميًا من الاعتماد على نقل البراز الخام إلى منتجات دوائية معيارية توفر أمانًا أكبر وجرعات ثابتة لكل مريض.
في الوقت الحالي، تُجرى تجارب سريرية واسعة في أوروبا وأمريكا لاختبار فعالية زرع البراز في علاج أمراض مناعية وهضمية متعددة، مثل التهاب القولون التقرحي، داء كرون، متلازمة القولون العصبي، واضطرابات مناعية أخرى. رغم النتائج الواعدة، لا تزال الدراسات جارية لتقييم السلامة والفعالية على نطاق أوسع. أحد أكبر التحديات المستقبلية هو توحيد البروتوكولات الطبية، بما يشمل:
- اختيار المتبرع الأمثل
- طرق تحضير البراز
- عدد جلسات الزرع
- وطرق المتابعة بعد العملية
تُعد زراعة البراز (FMT) أحد أبرز التطورات الحديثة في علاج أمراض الجهاز الهضمي المزمنة والمتكررة، وخاصة عدوى المطثية العسيرة، حيث أثبتت فعاليتها في إعادة التوازن الجرثومي وتحسين صحة الأمعاء بسرعة نسبيًا.
تركيا توفر للمرضى فرصة الاستفادة من مراكز متخصصة مثل بيمارستان، التي تتميز بالخبرة العالية والتقنيات الحديثة، سواء في استخدام الطرق التقليدية لنقل البراز أو المنتجات الدوائية المعيارية المعتمدة مثل Rebyota وVowst، مع الالتزام بأقصى معايير السلامة والجودة.
إذا كنت تفكر في إجراء زرع البراز، فإن استشارة الطبيب المتخصص في بيمارستان تساعدك على تحديد الطريقة الأنسب لحالتك، وضمان أفضل النتائج مع أقل مخاطر ممكنة.
المصادر
- Costello SP, Hughes PA, Waters O, Bryant RV, Vincent AD, Blatchford P, Katsikeros R, Makanyanga J, Campaniello MA, Mavrangelos C, Rosewarne CP, Bickley C, Peters C, Schoeman MN, Conlon MA, Roberts-Thomson IC, Andrews JM. Effect of Fecal Microbiota Transplantation on 8-Week Remission in Patients With Ulcerative Colitis: A Randomized Clinical Trial. JAMA. 2019 Jan 15;321(2):156-164
- Jung Lee W, Lattimer LD, Stephen S, Borum ML, Doman DB. Fecal Microbiota Transplantation: A Review of Emerging Indications Beyond Relapsing Clostridium difficile Toxin Colitis. Gastroenterol Hepatol (N Y). 2015 Jan;11(1):24-32
- Borody TJ, Paramsothy S, Agrawal G. Fecal microbiota transplantation: indications, methods, evidence, and future directions. Curr Gastroenterol Rep. 2013 Aug;15(8):337
- Choi HH, Cho YS. Fecal Microbiota Transplantation: Current Applications, Effectiveness, and Future Perspectives. Clin Endosc. 2016 May;49(3):257-65
- Brandt LJ. Fecal transplantation for the treatment of Clostridium difficile infection. Gastroenterol Hepatol (N Y). 2012 Mar;8(3):191-4