يُعد سرطان الفم من أكثر أنواع السرطان شيوعًا ضمن سرطانات الرأس والعنق، ويظهر عادةً على شكل تقرحات أو كتل داخل الفم لا تلتئم مع الوقت. وعلى الرغم من خطورته، إلا أن الاكتشاف المبكر والعلاج الفعّال يمكن أن يحققا نسب شفاء مرتفعة ويقللا من المضاعفات.
في هذا المقال سنستعرض أسباب سرطان الفم وأعراضه، وطرق تشخيصه الحديثة، وأحدث أساليب العلاج بما في ذلك الجراحة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، إضافةً إلى نصائح للوقاية والتعايش بعد العلاج.
ما هو سرطان الفم
سرطان الفم هو نوع من أنواع السرطان التي تصيب الأنسجة داخل الفم، ويبدأ عادةً في الخلايا الحرشفية التي تبطن الفم واللسان والشفاه. يظهر هذا المرض على شكل تقرحات لا تلتئم، أو كتل، أو بقع بيضاء أو حمراء داخل الفم قد تستمر لفترة طويلة دون تحسن. تشمل مواضع ظهور سرطان الفم:
- اللسان (وخاصة جانبي اللسان)
- اللثة
- بطانة الخدين الداخلية
- أرضية الفم وسقف الحنك
- الشفتين وجوانب الفم
ويُصنّف سرطان الفم ضمن مجموعة سرطانات الرأس والعنق، لكنه يختلف عنها في موضع النشوء، إذ يقتصر على الأنسجة الفموية، بينما تشمل سرطانات الرأس والعنق مناطق أخرى مثل الحنجرة والبلعوم والغدد اللعابية.
تتعدد أنواع سرطان الفم، وأكثرها شيوعًا هو السرطان الحرشفي الخلايا، إضافةً إلى أنواع نادرة مثل السرطان الغدي وسرطان الغدد اللعابية الصغيرة.
وفقاً لدراسة أجرتها جمعية السرطان الأمريكية يواجه الرجال ضعف خطر الإصابة بسرطان الفم مقارنة بالنساء ويواجه الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً الخطر الأكبر.

أسباب سرطان الفم
يحدث السرطان عندما يؤدي التغيير الجيني في الجسم إلى نمو شاذ للخلايا مع استمرار هذه الخلايا غير المرغوب فيها في النمو بمرور الوقت تشكل ورماً والذي يمكنه أن يهاجر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
تشير الدراسات إلى أن 90% من سرطانات الفم هي سرطان الخلايا الحرشفية، يبدأ ظهور السرطان في هذه الخلايا الحرشفية التي تبطن الشفاه وداخل الفم.
عوامل خطر الإصابة بسرطان الفم
أسباب حدوث هذه التغييرات غير معروف بعد ولكن يبدو أن بعض عوامل الخطر تزيد من فرصة الإصابة بسرطان الفم. هناك دراسات على أن العوامل التالية تزيد من المخاطر:
- التدخين فمدخني السجائر أو السيجار أو الغليون أكثر عرضة ستة أضعاف من غير المدخنين للإصابة بسرطان الفم.
- استخدام التبغ الذي لا يُدَخَّن إن مستخدمي منتجات التبغ الغمس أو السعوط أو المضغ أكثر عرضة بنسبة 50 مرة للإصابة بسرطان اللثة والخدين وبطانة الشفاه.
- الاستهلاك المفرط للكحول: يعتبر سرطان الفم أكثر شيوعاً بين من يشربون الخمر بحوالي ستة أضعاف مقارنة بغير شاربيها، يزيد تناول الكحول والتبغ معاً من فرصك أكثر.
- تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان.
- التعرض المفرط للشمس خاصة في سن مبكرة يمكن أن تسبب الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس سرطان الشفة.
- فيروس الورم الحليمي البشري HPV: بعض سلالات فيروس الورم الحليمي البشري HPV هي عوامل خطر مسببة لسرطان الخلايا الحرشفية الفموي البلعومي OSCC.
- العمر: قد يستغرق نمو سرطان الفم سنوات، يجد معظم الناس في معظم الحالات أنهم مصابون به بعد سن 55 لكن نسبة كبيرة من الرجال الأصغر سناً يصابون بسرطانات مرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري.
- نوع الجنس: الرجال معرضون مرتين على الأقل للإصابة بسرطان الفم عن النساء قد يكون ذلك لأن الرجال يشربون ويدخنون أكثر من النساء.
- التغذية السيئة: لقد وجدت الدراسات صلة بين سرطان الفم وعدم تناول ما يكفي من الخضار والفواكه.
- مضغ جوز التنبول بانتظام وهي عادة شائعة في أجزاء من جنوب شرق آسيا.
- تاريخ سابق لسرطان العنق والرأس.
من المهم ملاحظة أن أكثر من 25٪ من سرطانات الفم تحدث لدى الأشخاص الذين لا يدخنون والذين يشربون الكحول فقط من حين لآخر.
تشمل العوامل الأخرى التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم ما يلي:
- داء الارتجاع المعدي المريئي GERD
- العلاج الإشعاعي السابق في الرأس أو الرقبة أو كليهما
- التعرض لمواد كيميائية معينة وخاصة الأسبستوس وحمض الكبريت والفورم ألدهيد
- وجود جرح طويل الأمد أو صدمة مزمنة، من أسنان خشنة على سبيل المثال
- شرب شاي ماتي ساخن جداً وهو شائع في أمريكا الجنوبية
قد يؤدي اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على الكثير من الفاكهة والخضروات الطازجة إلى تقليل مخاطر حدوث المرض.
تشخيص سرطان الفم
سيشعر الطبيب أسنانك بأي كتل أو تغيرات غير منتظمة في الأنسجة في الرأس والوجه وتجويف الفم والرقبة، عند فحص فمك سيبحث طبيب أسنانك عن أي تقرحات أو أنسجة متغيرة اللون بالإضافة إلى التحقق من أي علامات وأعراض مذكورة أعلاه. إذا ظهرت على الشخص أعراض قد تشير إلى سرطان الفم فسيقوم الطبيب بما يلي:
- السؤال عن أعراضهم
- إجراء الفحص البدني
- أخذ التاريخ الطبي الشخصي والعائلي
إذا كان سرطان الفم محتملاً فقد يوصى أيضاً بأخذ خزعة، يتم أخذ عينة صغيرة من الأنسجة للتحقق من السرطان وتحديد تركيبة المنطقة المشبوهة، هناك أنواع مختلفة من الخزعات ويمكن لطبيبك تحديد الأفضل. قد تؤخذ هذه الخزعة بالفرشاة حيث يتم جمع عينة خلايا من أنسجة الفم بدون ألم باستخدام فرشاة خاصة، لا يستخدم العديد من الأطباء طريقة الخزعات بالفرشاة لأنه في حين أنها سهلة للغاية إلا أنهم ربما سيكونون بحاجة إلى خزعة مشرط لتأكيد النتائج إذا كانت خزعة الفرشاة إيجابية.
هناك أيضاً أنواع مختلفة من الخزعات بالمشرط الاستقصائية والاستئصالية، اعتماداً على ما إذا كانت الحالة تحتاج إلى عينة صغيرة فقط أو المنطقة بأكملها لتحديد طبيعة المشكلة، يقوم بعض الأطباء بإجراء هذه الخزعات كذلك باستخدام ليزر الأسنان.
إذا كشفت الخزعة عن حالة سرطان الفم mouth cancer فإن المهمة التالية هي تحديد المرحلة. تشمل اختبارات مرحلة السرطان ما يلي:
- التنظير الداخلي: يمرر الطبيب أنبوباً رفيعاً به ضوء وكاميرا صغيرة أسفل حلق الشخص لمعرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر وإذا كان الأمر كذلك فإلى أي مدى.
- اختبارات التصوير: سوف تظهر الأشعة السينية للرئتين على سبيل المثال ما إذا كان السرطان قد وصل إلى تلك المنطقة.
أعراض الإصابة بسرطان الفم
غالباً لا توجد علامات أو أعراض لسرطان الفم في المراحل المبكرة. لكن يُمكن أن يكون طبيب الأسنان قادراً على اكتشاف العلامات والأعراض في مرحلة مبكرة لذا يجب أن يتم فحص المدخنين والمتعاطين بإفراط في تناول الكحوليات بمواعيد منتظمة مع طبيب الأسنان لأن التبغ والكحول من عوامل الخطر للإصابة بسرطان الفم.
حالات ما قبل السرطان
تشمل جميع الحالات التي يمكن أن تتطور في النهاية لسرطان الفم:
- الطلاوة البيضاء: ظهور بقع بيضاء في الفم لا تختفي عندما يفركها الشخص.
- الحزاز المسطح الفموي: توجد فيه مناطق من خطوط بيضاء ذات حدود باللون الأحمر مع احتمال وجود تقرح.
ليست كل آفة أو قرحة فموية سرطانية ولكن العديد منها قد تتطور لسرطان لذا يجب أن يتم التحدث إلى الطبيب حول أي تغييرات تحدث في الفم. ربما تساعد مراقبة التغييرات في اكتشاف السرطان في المراحل المبكرة عندها يكون العلاج أسهل.

بعد التطور إلى السرطان
إذا تطورت الآفة إلى السرطان فقد يتم ملاحظة ما يلي من قبل المريض:
- بقع على بطانة الفم أو اللسان وعادة ما تكون حمراء أو حمراء وبيضاء
- حدوث نزيف أو ألم أو تنميل في الفم
- تقرحات مستمرة على الوجه أو الرقبة أو الفم تنزف بسهولة ولا تلتئم خلال أسبوعين
- كتلة أو سماكة في اللثة أو بطانة الفم
- تخلخل الأسنان بدون سبب واضح
- تورم في الفك
- التهاب الحلق المزمن أو الشعور بأن شيئاً ما عالق في الحلق
- بحة في الصوت أو تغير في الصوت
- صعوبة في المضغ أو البلع أو التحدث أو تحريك الفك أو اللسان
- تغيير في طريقة توافق أسنانك أو أطقم الأسنان معاً
- الفقدان الكبير بالوزن
يجب التنويه إلى أن وجود أي من هذه الأعراض لا يعني أن المريض مصاب بسرطان الفم لكن الأمر يستحق مراجعة الطبيب.
مراحل انتشار سرطان الفم
وهذا يشير إلى مدى انتشار السرطان في الجسم، في المرحلة المبكرة تكون هناك خلايا ما قبل السرطان يمكن أن تصبح سرطانية في نهاية المطاف نسمي هذا سرطان المرحلة 0 أو السرطان الموضعي، سيقوم الطبيب بمراقبة التغييرات في هذه المرحلة.
- المرحلة الأولى يكون السرطان موضعي يؤثر على منطقة واحدة ولم ينتشر إلى أنسجة أخرى.
- المرحلة الثانية ينتشر السرطان الإقليمي إلى الأنسجة المجاورة.
- المرحلة الثالثة ينتشر السرطان البعيد إلى أجزاء أخرى من الجسم بما في ذلك الرئتين أو الكبد.
قد يبدأ سرطان الفم في جزء واحد من الفم فقط ثم إذا لم يتم علاجه ينتشر إلى أجزاء أخرى من الفم، قد ينتشر أيضاً إلى الرأس والرقبة وبقية الجسم.
علاج سرطان الفم
يعتمد علاج سرطان الفم على:
- حجم السرطان
- موقع ومرحلة ونوع السرطان
- الصحة العامة للمريض وقدرته على التعافي من الجراحة أو العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي
- التفضيلات الشخصية
- كيف سيؤثر العلاج على المظهر والوظيفة مثل الكلام والقدرة على المضغ والبلع
هناك طرق عديدة متاحة لعلاج سرطان الفم كما سنذكرها هنا.
علاج سرطان الفم الجراحي
يقوم الجراح باستئصال الورم من خلال إجراء عملية جراحية مع إزالة بسيطة من الأنسجة السليمة حوله، ربما تتضمن الجراحة قيام الجراح باستئصال وإزالة:
- أجزاء من اللسان
- عظم الفك
- الغدد اللمفاوية
إذا غيّر الإجراء مظهر المريض بشكل كبير أو قدرته على التحدث أو تناول الطعام فقد يحتاج إلى جراحة ترميمية أو تجميلية.
علاج سرطان الفم بالأشعة
تعتبر سرطانات الفم حساسة للعلاج الشعاعي يتم في هذا العلاج استخدام حزم من الأشعة السينية عالية الطاقة أو جزيئات الإشعاع لتدمير الحمض النووي في الخلايا الورمية مما يقضي على قدرتها على التكاثر.
علاج سرطان الفم بإشعاع الحزمة الخارجية
يُوجّه الإشعاع من آلة خارجية (المسرّع الخطي) نحو المنطقة المصابة في الفم أو الرقبة. يُعطى العلاج على جلسات يومية تمتد لعدة أسابيع، ويُستخدم بدقة عالية لتقليل الضرر على الأنسجة السليمة. الآثار الجانبية قد تشمل جفاف الفم، التهاب اللثة، وتغير في حاسة التذوق.

علاج سرطان الفم الكثبية
يُستخدم فيه إبر أو أنابيب صغيرة مشعة توضع داخل الورم مباشرة لتوصيل الإشعاع من الداخل. قد يلجأ لع الأطباء عادةً لمرضى سرطان اللسان في مراحله المبكرة، لأنه يستهدف الورم بدقة ويقلل التأثير على الأنسجة السليمة. قد يسبب تورمًا أو تقرحات مؤقتة في الفم تزول بعد فترة قصيرة.
قد يتضمن علاج سرطان الفم الشعاعي العديد من الآثار الضارة منها:
- تسوس الأسنان
- تقرحات الفم
- نزيف اللثة
- تصلب الفك
- إعياء
- ردود فعل الجلد مثل الحروق
من المرجح أن تكون العلاجات أكثر فعالية لدى المريض الذي لا يدخن أو الذي أقلع عن التدخين بالفعل. قد يعتمد علاج سرطان الفم عند المصاب به في المرحلة الأولى على العلاج الإشعاعي فقط ولكن يمكن للطبيب أن يوصي بدمجه مع العلاجات الأخرى لتقليل خطر تطور السرطان أو تكراره.
علاج سرطان الفم الكيميائي
إذا كان السرطان منتشراً فقد يوصي الطبيب بدمج العلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة، يشمل العلاج الكيميائي استخدام الأدوية القوية التي تدمر الحمض النووي للخلايا السرطانية تحد هذه الأدوية من قدرة الخلايا على التكاثر والانتشار.
تدمر الأدوية المستخدمة في العلاج الكيميائي الخلايا السرطانية لكنها قد تتلف الأنسجة السليمة أيضاً في بعض الأحيان، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الكثير من الآثار الضارة، قد تشمل هذه التأثيرات:
- إعياء
- استفراغ وغثيان
- تساقط الشعر
- ضعف جهاز المناعة وزيادة خطر الإصابة بالعدوى
عادة ما تختفي هذه الآثار بعد انتهاء الشخص من العلاج.
علاج سرطان الفم برفع الحرارة
في هذه التقنية الناشئة يقوم الطبيب بعلاج سرطان الفم عن طريق تسخين المنطقة فوق درجة الحرارة العادية لإتلاف خلايا الورم وقتلها. أيضاً يمكن أن تؤدي طريقة العلاج الحراري هذه إلى زيادة حساسية الخلايا الورمية للعلاج الشعاعي.
نسب البقاء والنتائج بعد علاج سرطان الفم
تختلف نسب الشفاء من سرطان الفم بشكل كبير حسب المرحلة التي يتم فيها اكتشاف المرض ونوع العلاج المستخدم. فكلما كان التشخيص مبكرًا، زادت فرص التعافي وتحسّنت نتائج علاج سرطان الفم.
نسب البقاء حسب مراحل المرض
- المرحلة الأولى: عندما يُكتشف الورم في بدايته ويقتصر على منطقة محدودة من الفم، تصل نسبة البقاء لخمس سنوات إلى نحو 80–90%، وهي نسبة مرتفعة تعكس فعالية العلاج المبكر.
- المرحلة الثانية والثالثة: تنخفض النسب إلى حوالي 60–70% بسبب انتشار الورم إلى الأنسجة المجاورة أو العقد اللمفاوية.
- المراحل المتقدمة (الرابعة): تقل نسبة البقاء بعد العلاج إلى نحو 40–50%، خاصة عند وصول الورم إلى مناطق أوسع في الرأس والعنق.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن مزيج العلاجات الجراحية والإشعاعية والمناعية قد يحسن من معدلات البقاء بشكل ملحوظ، خصوصًا مع الالتزام بالعناية المستمرة بعد العلاج.
أهمية المتابعة الطبية المنتظمة
- بعد انتهاء العلاج، يحتاج المريض إلى زيارات متابعة دورية كل بضعة أشهر للكشف المبكر عن أي عودة محتملة للمرض
- تشمل المتابعة فحوصات دورية للفم، والتصوير عند الحاجة، ومراجعة الحالة التغذوية والنفسية للمريض
- الالتزام بنمط حياة صحي والابتعاد عن التدخين والكحول يساهمان في رفع نسب النجاح على المدى الطويل
مضاعفات علاج سرطان الفم
يمكن أن يؤدي علاج سرطان الفم إلى مجموعة من المضاعفات و الأعراض، تشمل مضاعفات بعد الجراحة مخاطر حدوث:
- نزيف
- عدوى
- الم
- صعوبة في الأكل والبلع
بالإضافة لهذا قد تشمل المشاكل طويلة المدى ما يلي:
- تضيق الشريان السباتي
- مشاكل الأسنان
- عسر البلع أو صعوبة البلع
- مشاكل الكلام:
- مشاكل الصحة النفسية
إنذار حالة مريض سرطان الفم
تعتمد النظرة المستقبلية للشخص المصاب بسرطان الفم على انتشار السرطان ومكان حدوثه في الفم بالإضافة إلى عوامل أخرى، بصرف النظر عن مرحلة سرطان الفم هناك عوامل تؤثر على فرصة الشفاء مثل:
- العمر
- الصحة العامة
- نوع ومرحلة ورم السرطان، حيث يكون بعض أنواعه أكثر عدوانية من البعض الآخر
- الخيارات العلاجية التي تم تطبيقها لعلاج سرطان الفم
كيف يمكن لطبيب الأسنان أن يساعد في اكتشاف سرطان الفم مبكراً؟
يُعدّ طبيب الأسنان من أوائل المتخصصين القادرين على ملاحظة العلامات المبكرة لسرطان الفم أثناء الفحوصات الدورية. خلال زيارة الفحص المنتظم، يقوم الطبيب بـ:
- مراجعة التاريخ الطبي للمريض، وسؤاله عن أي تغيّرات صحية أو أعراض جديدة مثل التقرحات أو الألم أو صعوبة البلع
- فحص تجويف الفم بالكامل، بما في ذلك الشفتين، بطانة الخدين، اللثة، اللسان، أرضية الفم وسقف الحنك
- فحص البلعوم واللوزتين والجزء الخلفي من اللسان، وتحسس الفك والرقبة لاكتشاف أي كتل أو تورمات غير طبيعية
ماذا يحدث إذا وجد طبيب الأسنان شيئًا مريبًا؟
في حال لاحظ الطبيب وجود قرحة، أو كتلة، أو أي تغير مريب في أنسجة الفم، فلن يتمكن من تأكيد ما إذا كانت سرطانية من النظرة الأولى. ولذلك، قد يتبع الخطوات التالية:
- إعادة الفحص بعد أسبوع أو أسبوعين لمراقبة ما إذا كانت التغيرات قد اختفت أو تحسّنت
- إجراء فحوصات إضافية مثل الخزعة أو التصوير بالأشعة
- تحويل المريض إلى طبيب متخصص في أمراض الفم أو الأورام لاستكمال التشخيص
الفحوصات المتقدمة لتشخيص سرطان الفم
بعد الاشتباه بوجود ورم، تُجرى مجموعة من الاختبارات لتحديد طبيعة الحالة ومرحلتها، وتشمل:
- الخزعة (Biopsy): وهي أخذ عينة صغيرة من النسيج لفحصها مخبريًا تحت المجهر لتأكيد وجود الخلايا السرطانية.
- التصوير الطبي: مثل الأشعة السينية، أو الأشعة المقطعية (CT)، أو الرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد مدى انتشار الورم.
- الفحوصات المخبرية: قد تُستخدم لتقييم الحالة العامة للمريض ومدى تأثر الأعضاء الأخرى.
كلما تم اكتشاف وتشخيص سرطان الفم في مراحله الأولى، زادت احتمالية الشفاء الكامل باستخدام علاجات محدودة وفعّالة. لذلك، يُنصح بإجراء فحص دوري للأسنان كل 6 أشهر، وعدم تجاهل أي تقرحات أو بقع غير طبيعية في الفم تستمر لأكثر من أسبوعين.
الوقاية من سرطان الفم؟
يعتقد العلماء أن سرطان الفم يبدأ عندما يتلف الحمض النووي في خلايا ضمن الفم لكن بعض الحالات بما في ذلك عاداتك الصحية يمكن أن تجعلك أكثر عرضة للإصابة به، لتقليل خطر الإصابة بسرطان الفم يجب على الأشخاص اتباع مايلي:
- تجنب التدخين أو استخدام أي شكل من أشكال منتجات التبغ
- تجنب شرب الكحول
- تناول نظاماً غذائياً متوازناً
- تجنب مضغ جوز التنبول
- إجراء فحص أسنان منتظم
- قلل من تعرضك للشمس واستخدم المستحضرات الواقية من أشعة الشمس فوق البنفسجية A / B على بشرتك وكذلك على شفتيك.
كما يمكنك القيام بدور فعال في الكشف المبكر والوقاية من سرطان الفم في حالة حدوثه عن طريق القيام بما يلي:
- قم بإجراء فحص ذاتي مرة في الشهر على الأقل باستخدام ضوء ساطع ومرآة انظر وأمعن بشفتيك ولثتك، قم بإمالة رأسك للخلف وانظر إلى سقف فمك واشعر به
- اسحب الخدين الخاصين بك لعرض الجزء الداخلي من فمك وبطانة الخدين و اللثة الخلفية اسحب لسانك وانظر إلى جميع الأسطح وافحص أرضية فمك وانظر إلى مؤخرة حلقك
- تحسس وجود كتل أو تضخم في العقد الليمفاوية في جانبي رقبتك وتحت الفك السفلي، اتصل بطبيب الأسنان الخاص بك على الفور إذا لاحظت أي تغييرات في مظهر فمك أو أي من العلامات والأعراض المذكورة أعلاه
التعايش مع سرطان الفم والدعم النفسي للمريض
يُعتبر التعايش مع سرطان الفم مرحلة مهمة لا تقل أهمية عن علاج سرطان الفم نفسه. فبعد الانتهاء من العلاج الطبي، يبدأ المريض رحلة جديدة تتطلب الدعم النفسي، والرعاية المستمرة، والتأقلم مع التغيرات الجسدية والعاطفية.
الدعم النفسي والأسري: ركيزة أساسية للتعافي
يمر المريض عادةً بمشاعر من القلق أو الخوف من عودة المرض، وهنا يأتي دور الدعم الأسري والنفسي. حيث إن وجود العائلة والأصدقاء بالقرب من المريض يُخفف من التوتر ويزيد من إحساسه بالأمان والثقة.
كما يُنصح بالاستعانة بأخصائي نفسي أو الانضمام إلى مجموعات دعم لمرضى السرطان، حيث يشارك المرضى تجاربهم ويكتسبون الأمل والقوة من بعضهم البعض.
إعادة التأهيل وتحسين جودة الحياة
بعد علاج سرطان الفم ، قد يواجه المريض بعض الصعوبات مثل مشاكل النطق أو المضغ أو جفاف الفم، لذلك يُوصى باللجوء إلى برامج العلاج التأهيلي لتحسين الوظائف الحيوية للفم واستعادة الثقة بالنفس.
كما أن ممارسة النشاط البدني الخفيف، واتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات، يساعدان على تعزيز المناعة وتحسين المزاج العام.
نصائح عملية للتعايش بعد علاج سرطان الفم
- الالتزام بالمراجعة الدورية مع الطبيب المختص
- الحفاظ على نظافة الفم والأسنان بشكل يومي
- التوقف تمامًا عن التدخين والكحول
- ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو التنفس العميق
- الاهتمام بالنوم الكافي والتغذية المتوازنة
يُعد سرطان الفم من الأمراض التي يمكن علاجها بنجاح عند اكتشافها في مراحلها المبكرة، لذلك تبقى الفحوصات الدورية والتشخيص المبكر أهم عوامل الوقاية من سرطان الفم. إن الالتزام بالعادات الصحية، والابتعاد عن التدخين والكحول، ومراجعة طبيب الأسنان بانتظام، يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة.
في مركز بيمارستان، نسعى لتوفير أحدث وسائل التشخيص والعلاج سرطان الفم باستخدام التقنيات المتقدمة وفريق من الأطباء المتخصصين، لضمان أفضل النتائج وجودة حياة أعلى للمرضى.
المصادر: