التهاب الاذن الوسطى عند الأطفال هو أحد أكثر الحالات الصحية شيوعًا التي تواجه الآباء، حيث يصيب ملايين الأطفال حول العالم سنويًا، مما يسبب لهم ألمًا شديدًا وتأثيرًا على حياتهم اليومية. لكن ما يجعل هذا المرض مثيرًا للاهتمام هو التطور الكبير الذي شهدته طرق علاجه في السنوات الأخيرة، ما جعل من الممكن الآن توفير رعاية أكثر أمانًا وفعالية.
تركيا اليوم تعد من بين الدول الرائدة في تقديم خدمات طبية متقدمة لعلاج التهاب الأذن الوسطى، بفضل تقنياتها الحديثة وأطبائها ذوي الخبرة، مما يجعلها وجهة مفضلة للعائلات الباحثة عن أفضل رعاية صحية لأطفالهم.
ما هي الأذن الوسطى؟
الأذن الوسطى هي جزء صغير يقع بين طبلة الأذن والأذن الداخلية، وتحتوي على ثلاث عظيمات صغيرة (المطرقة، السندان، والركاب) تساعد في نقل الصوت من طبلة الأذن إلى الأعصاب السمعية. وظيفتها الأساسية هي توصيل الصوت وتحويله بطريقة فعالة ليستطيع الدماغ تفسيره، كما تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على توازن الضغط داخل الأذن.
تحدث التهابات الأذن عندما تدخل الفيروسات أو البكتيريا إلى الأذن الوسطى، وهي المساحة الموجودة خلف طبلة الأذن. عند إصابة الطفل بالتهاب الأذن الوسطى، يتجمع سائل ملتهب (قيح) في هذه المنطقة، مما يسبب ضغطًا على طبلة الأذن ويؤدي إلى ألم شديد.
أعراض التهاب الاذن الوسطى عند الأطفال
قد تظهر اعراض التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال بشكل مخاتل ولا تكون موجهة للمرض، فغالباً ما نشاهد أعراض عامة كالحمى، نقص الشهية، البكاء، التهيج مع رفض الرضاعة. لكن الطفل قد لا يستطيع التعبير بشكل جيد عنهم، فلن يخبرك طفلك الرضيع بأنه يعاني من ألم في الاذن، يجب عليك كأم أو أب ملاحظة أعراض عدوى الأذن الوسطى للبدء بعلاجه.
قد يحدث إلتهاب الاذن الوسطى otitis media ويشفى تلقائياً دون ملاحظة أعراضه، نذكر أهم أعراض التهاب الاذن عند الاطفال:
- أذن مؤلمة يعبر عنها من خلال شد الأذن وفركها
- التهيُّج والبكاء
- الترفع الحروري
- نقصان الشهية
- صعوبة النوم وذلك لأن الألم يشتد عند الاستلقاء على طرف الاذن الملتهبة
- ضعف السمع
- خروج السوائل من الاذن الملتهبة

أسباب التهاب الاذن الوسطى عند الأطفال
عادةً ما تحدث التهابات الأذن الوسطى نتيجة إنسداد قناتي استاكيوس أو إحداهما. تعمل هذه الأنابيب على تصريف المخاط من الأذن الوسطى إلى الحلق. عندما يصاب الطفل بنزلة برد أو التهاب في الحلق أو ارتجاع المريء أو حساسية، قد يؤدي ذلك إلى انسداد قناتي استاكيوس، مما يمنع تصريف المخاط بشكل طبيعي. حينها، تتكاثر الفيروسات أو البكتيريا في المخاط، وتُنتج القيح الذي يتراكم داخل الأذن الوسطى.
لماذا يُصاب الأطفال بالتهابات الأذن أكثر؟
يصاب الأطفال، خاصة في عمر السنتين إلى الأربع سنوات، بالتهابات الأذن أكثر من البالغين للأسباب التالية:
- قناتي استاكيوس عند الأطفال أقصر وأكثر أفقية، مما يسمح للبكتيريا والفيروسات بالدخول إلى الأذن الوسطى بسهولة أكبر
- هذه الأنابيب أيضًا أضيق، مما يجعلها أكثر عرضة للانسداد
- وجود الزوائد الأنفية (غدد خلف الأنف) أكبر حجمًا عند الأطفال، مما قد يعوق فتح قناتي استاكيوس
- التدخين السلبي
- رضاعة الأطفال بالزجاجة
- التواجد مع أطفال آخرين في دور الحضانة
كما تُلاحظ أن التهاب الاذن الوسطى عند الأطفال أكثر شيوعًا لدى الأولاد مقارنةً بالفتيات.
هل التهابات الأذن معدية؟
التهابات الأذن نفسها ليست معدية، ولكن نزلات البرد التي تسببها قد تكون معدية في بعض الأحيان. يزداد حدوث هذه الالتهابات في فصل الشتاء بسبب انتشار نزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي العلوي، وقد يصاحب التهاب الأذن أعراض أخرى مثل سيلان الأنف، الاحتقان، والسعال.
تشخيص التهاب الاذن الوسطى عند الأطفال
في البداية يستفسر الطبيب عن القصة المرضية للطفل ويطرح بعض الاسئلة عن الحالة والأعراض والسبب الذي دفع الأهل لاستشارته. يستخدم الطبيب منظار الأذن لفحص أذن الطفل، حيث يتم إدخال المنظار عبر مجرى السمع وصولاً إلى طبلة الأذن، يجري البحث عن علامات التهاب الطبلة كالاحمرار والتورم.
قد يجري الأخصائي بعض المناورات لتقييم قابلية غشاء الطبل على الحركة، ففي حال الالتهاب وتجمع السوائل في الأذن الوسطى تصبح الطبلة ثابتة غير قابلة للحركة.

كيفية علاج التهاب الاذن الوسطى عند الأطفال
علاج التهاب الاذن الوسطى عند الأطفال يشابه لحدٍ كبير التهاب الأذن عند للكبار، يعتبر العلاج ذو فعالية كبيرة وتكون نتائجه شافية في طبيعة الحال. إن طريقة العلاج المناسبة تعتمد على عوامل عديدة منها شدة الالتهاب وطبيعته بالإضافة إلى عمر الطفل، فقد نكتفي في بعض الحالات بالمراقبة فقط.
قد يشفى التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال بشكل تلقائي دون أية معالجة، فقد يكتفي الطبيب بوصف مسكنات لعلاج الأعراض كتدبير آلام الأذن أو قد لا يصف شيئاً ويراقب الحالة. بالنسبة للمضادات الجرثومية فإنها تعطى في الحالات الأشد والتي يكون التهاب الأذن فيها بسبب وجود البكتيريا، لا نلجأ إليها عند الإصابة بإنتان فيروسي وفي الحالات خفيفة الشدة. تكون طرق المعالجة على الشكل الآتي:
الانتظار والمراقبة
عادةً ما تتحسن أعراض التهاب الاذن الوسطى عند الأطفال في غضون يومين من الإصابة، ومعظم التهابات الأذن عند الأطفال تشفى بشكل نهائي بعد مرور أسبوع إلى أسبوعين دون تلقي أية معالجة. كما توصي الجمعية الأمريكية لطب الأطفال بالانتظار والمراقبة في إحدى هذه الحالات:
- الصغار من عمر 6 شهور إلى سنتين المصابين بدرجة خفيفة من الألم بأذن واحدة منذ اقل من 48 ساعة بشرط ألا تتجاوز حرارتهم 39 درجة.
- الاطفال الأكبر من سنتين والذين يعانون من ألم خفيف بأحد الأذنين أو كلتاهما منذ اقل من يومين، ويشترط أيضاً ألا تتجاوز حرارتهم 39 درجة.
علاج ألم الاذن في المنزل
قد يسبب التهاب الاذن الوسطى عند الأطفال آلام شديدة عند صغار السن ولا سيماً في فترات النوم، لتخفيف الألم يمكن استعمال المسكنات الفموية كالأيبوبروفين أو أسيتامينوفين، يجب توخي الحذر من استخدام الأسبرين عند الأطفال خوفاً من حدوث متلازمة خطيرة تعرف باسم متلازمة ري Reye’s syndrome. تستخدم أيضاً قطرات الأذن في المنزل لتسكين ألم التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال، لكن يشترط عند استعمالها عدم وجود انثقاب في طبلة الأذن.
المضادات الحيوية
بعد أن يقوم الطبيب بفحص الطفل ويحدد شدة الالتهاب، يقرر ما إذا كان هذا المريض بحاجة لمضادات حيوية أم لا، قد يكتفي الأخصائي بمراقبة التهاب الأذن الوسطى خلال الأيام الأولى من الإصابة وملاحظة وجود أي تحسن في الأعراض. يستخدم المضاد الحيوي بشكل مباشر بالنسبة للأطفال الرُضع الذين تقل أعمارهم عن 6 شهور والمشخص لديهم التهاب أذن وسطى حاد.
إن السبب الذي يدفع الأطباء لعدم التسرع في وصف الأدوية المضادة للالتهاب هو الخوف من تطور مقاومة للجراثيم، فالاستخدام المفرط لهم يسبب نشوء بكتيريا مقاومة للأدوية. لا يوجد فائدة لاستخدام مضادات الجراثيم في معالجة التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال المسبب بواسطة الفيروسات، في حال عدم تحسن الطفل والشك بأن سبب التهاب الأذن الوسطى بكتيري يمكن بهذه الحالة وصف مضاد حيوي.
مضاعفات التهاب الاذن الوسطى عند الأطفال
يعد التهاب الاذن الوسطى عند الأطفال حالة آمنة وغير خطيرة وتشفى بعد فترة دون أية مضاعفات، في حالات نادرة جدا قد يحدث نتيجة العدوى بعض الاختلاطات ومنها:
- انثقاب غشاء الطبل
- التهاب أذن وسطى قيحي مزمن
- تشكل ورم كولسترولي بالأذن
- نقص أو فقدان السمع
- التهاب الخشاء الحاد
- التهاب عظم الصخرة
- انتقال الالتهاب للأذن الداخلية
- التهاب السحايا
- خراج دماغي (أكثر الاختلاطات خطورة)

الوقاية من التهاب الاذن الوسطى عند الأطفال
للوقاية من التهاب الاذن الوسطى عند الأطفال يجب الابتعاد عن الأسباب المؤهبة لحدوث الالتهاب وتقوية مناعة الطفل، ويتم ذلك عن طريق ما يلي:
- الإرضاع الطبيعي لدوره في تقوية المناعة
- تأمين اللقاحات اللازمة
- تجنب التدخين بجانب الطفل
- احرص على حماية طفلك من الإصابة بنزلات البرد
- غسل أيدي الأطفال والطعام بصورة جيد
- وقاية الطفل من نوبات التحسس في حال معاناته من تحسس اتجاه مادة معينة
أخيراً، يعد التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال حالة شائعة لكنها تحتاج إلى متابعة وعناية دقيقة لمنع المضاعفات وتحسين جودة حياة الطفل. مع التقدم المستمر في الطب، أصبحت العلاجات أكثر أمانًا وفعالية، مما يضمن تعافيًا سريعًا وصحيًا.
إذا كنت تبحث عن أفضل رعاية طبية لأطفالك في مجال التهاب الأذن الوسطى، فإن مركز بيمارستان الطبي في تركيا يوفر فريقًا طبيًا متخصصًا وتقنيات متطورة لضمان تشخيص دقيق وعلاج فعال، مع متابعة مستمرة لراحة وسلامة أطفالكم.
المصادر:
- Nemours KidsHealth. (n.d.). Otitis media (middle ear infection). KidsHealth
- Johns Hopkins Medicine. (2024, November 6). Otitis media (middle ear infection). Johns Hopkins Medicine