صدر الحمامة يسبب العديد من المشاكل الجسدية والنفسية بسبب شكله وموقعه القريب من القلب والرئتين لكن حالياً يمكن علاج صدر الحمامة في تركيا على يد أمهر الأطباء.
من الطبيعي أن يجد الأطفال صعوبة في التكيف مع الحياة المدرسية في بداية الأمر، إلا أن وجود تشوهات خلقية في صدر الطفل وتأثيرها على شكله الخارجي ستمثل عائقاً إضافياً أمامه، وقد يكون الحل أبسط مما تتخيل!
سنتعرف في هذا المقال على سبب بروز عظام القفص الصدري وكيفية إعادتها إلى مكانها الصحيح لاستعادة الشكل الطبيعي للصدر.
ما هو مرض صدر الحمامة؟
صدر الحمامه Pigeon Chest ويُعرف أيضاً باسم الصدر الجُؤْجُؤِيّ Pectus Carinatum أو بروز القفص الصدري هو تشوه في جدار الصدر الأمامي يؤدي إلى بروز عظمة القص للأمام بسبب فرط نمو الغضروف الذي يصل الأضلاع مع عظمة القص، وهو من التشوهات الخلقية غير المهددة للحياة.
سمي صدر الحمامة بهذا الاسم نظراً لتبارزه مثل صدر الحمامه. عادة ما يبدأ بروز القفص الصدري بالظهور فجأة أثناء النمو، وتحديداً خلال سن البلوغ في عمر 11-15 سنة، ويستمر بالتفاقم حتى توقف العظام عن النمو عادة في عمر 18 سنة.
يعد هذا التشوه نادر الحدوث مقارنة مع الصدر المقعر Pectus Excavatum فهو يحدث عند طفل واحد من أصل 1500 طفل ويصيب الذكور أكثر من الإناث وعادة ما يكون عائلي.
أنواع صدر الحمامة
يمكن تقسيم صدر الحمامة وفق عدة تصانيف؛ فمن حيث مكان التشوه يصنف إلى متناظر يقع في المركز وغير متناظر كما في بروز عظام القفص الصدري الأيمن أو الأيسر.
إن صدر الحمامة غير المتناظر أكثر انتشاراً في جهة اليمين بينما يعتبر نادر الحدوث على الجانب الأيسر.
يمكن تقسيم بروز عظمة القص إلى:
- بروز غضروفي قصي (الأشيع): وفيه تتقوس المناطق الوسطى والسفلية من القفص الصدري للأمام، حيث تكون الأضلاع طويلة ومرنة وبالتالي يكون تصحيحها سهل.
- بروز غضروفي قبضوي: يصيب المناطق العلوية من القفص الصدري وعادة ما يكون متناظر، يصعب علاج هذا النوع لأن الأضلاع المصابة تكون أقصر وأقل مرونة.
يمكن تصنيف بروز القفص الصدري أيضاً بناءً على سبب ووقت ظهوره إلى:
- صدر جؤجؤي بعد الجراحة: كما في بروز عظمة القص بعد عملية القلب المفتوح، وذلك عندما لا تلتئم عظمة القص بشكل صحيح.
- صدر جؤجؤي خلقي (الأشيع): يكون موجوداً منذ الولادة ومجهول السبب، يظهر في عمر 11-15 ويرتبط بطفرات النمو.
أسباب بروز القفص الصدري
إن السبب الحقيقي لبروز عظام القفص الصدري Pectus Carinatum غير معروف حتى الآن. قد يكون السبب اضطراباً في الغضروف الذي يصل الأضلاع مع عظمة القص؛ فعندما ينمو الغضروف بشكل أسرع من الطبيعي فإنه يدفع عظمة القص باتجاه الخارج.
من أسباب بروز عظمة القفص الصدري أيضاً فرط نمو عظمة القص بعد العمليات الجراحية الكبيرة التي تتطلب قطع عظمة القص (كما في جراحة القلب المفتوح)، مما يؤدي إلى انتفاخ عظمة القص وبروزها نحو الخارج.
إن وجود عدة حالات من صدر الحمامة ضمن العائلة الواحدة يدفع إلى الشك بوجود أسباب وراثية.
يمكن أن يكون الصدر الجؤجؤي جزءاً من اضطرابات وراثية نادرة؛ فبعض الأشخاص المصابين بمتلازمة مارفان أو متلازمة نونان يعانون أيضاً من بروز القفص الصدري كإحدى أعراض المتلازمة.
هل بروز القفص الصدري خطير؟
معظم مرضى تحدب الصدر Pectus Carinatum غير عرضيين ولا يملكون أي مشاكل فيما عدا صدرهم البارز للخارج، إلا أن 1 من أصل 10 من الأطفال الذين لديهم تشوه في القفص الصدري يكونون مصابين بالجنف.
من أهم الأعراض الشائعة للصدر الجؤجؤي هو الألم الصدري والمضض المشاهد عادة في وضعية الاستلقاء البطني، بالإضافة إلى ضيق التنفس أثناء الجهد عند بعض المرضى والأعراض المشابهة للربو عند ربع المراهقين المصابين بمرض صدر الحمامة.
قد يشاهد أيضاً تسرع قلب أو إنتانات تنفسية متكررة لدى بعض المرضى. على عكس تقعر الصدر فإن موقع القلب في صدر الحمامة لا يتأثر، إلا أنه يترافق مع ازدياد نسبة حدوث تدلي الصمام التاجي.
تجدر الإشارة إلى أن الأعراض تزداد سوءاً كلما ازداد عمر الطفل ويصبح علاج صدر الحمامة أصعب.
تشخيص مرض صدر الحمامة
عادة ما يتم تشخيص صدر الحمامة سريرياً بعد الكشف عن صدر المريض ورؤية بروز عظام القفص الصدري بالعين، ثم يقوم الطبيب بسؤال المريض عن أعراضه وفحصه جسدياً.
الاختبار الأساسي للتشخيص هو صورة الصدر البسيطة التي تظهر شكل عظام القفص الصدري. قد يُجرى التصوير المقطعي المحوسب CT أو التصوير بالرنين المغناطيسي MRI للمساعدة على التشخيص في بعض الحالات الخاصة.
قد نحتاج إلى إجراء بعض الاختبارات الإضافية للتأكد من سلامة القلب والرئتين، كما يمكن القيام ببعض الفحوصات الدموية لاستبعاد الأسباب الوراثية مثل متلازمة مارفان ومتلازمة نونان.
علاج صدر الحمامة في تركيا
يعالج مرضى صدر الحمامة في تركيا باستخدام أحدث التقنيات الجراحية بهدف تحسين شكل الصدر ونوعية الحياة. يتم اختيار طريقة العلاج الأمثل اعتماداً على شدة الإصابة؛ فقد يكون علاج صدر الحمامة غير ضروري أو من الأفضل عدم علاجه في حال كانت الإصابة خفيفة ولا تسبب أعراضاً.
في الحالات الخفيفة، تساعد الرياضة وحمل الأثقال على بناء العضلات في جدار الصدر مما يغطي على الشكل المعيب لجدار الصدر.
إذا شعرت بالقلق حول صدرك البارز أو سبب لك مشاكل تنفسية يمكنك علاج بروز القفص الصدري في تركيا علاجاً محافظاً أو جراحياً بحسب شدة الإصابة. يُطبق العلاج الجراحي فقط في الحالات الشديدة أو المعقدة أو عندما تصبح الغضاريف قاسية ولا تستجيب على العلاج المحافظ، وهذا يتضمن عملية رافيتش وعملية أخرى ذات نتائج أفضل تسمى عملية أبرامسون.
علاج صدر الحمامة بدون جراحة
معظم حالات صدر الحمامة لا تحتاج إلى جراحة؛ ففي الإصابات المتوسطة والعرضية يتم استعمال دعامة لتصحيح بروز عظمة القص بنفس الطريقة التي يعمل بها تقويم الأسنان، وذلك بالضغط المستمر على الغضاريف المتبارزة للأمام، وهذا الضغط المستمر يساعد في إعادة تشكل الغضروف على النحو السليم تدريجياً.
في البداية يتم ارتداء الداعمة 23 ساعة في اليوم لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر وهذا ما يسمى بطور التصحيح corrective phase، ثم يبدأ طور المحافظة maintenance phase حيث يرتدي المريض الداعمة 8-10 ساعات في اليوم لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر.
تزداد فعالية الداعمة في علاج صدر الحمامة في الأعمار المبكرة قبل أن تصبح الغضاريف قاسية، الأمر الذي يسمح بمراقبة المريض وإجراء الجراحة في حال فشل العلاج المحافظ بالداعمة. يقوم الطبيب بتحديد كمية الضغط المطبق على جدار الصدر بواسطة الداعمة قبل استخدامها، ويمكن رؤية النتائج خلال بضعة أشهر.
سعر جهاز تقويم القفص الصدري بشكل عام يتراوح بين 500-1500 دولار أمريكي. يختلف حسب بلد المنشأ وجودة الجهاز.
عملية رافيتش
هناك العديد من التقنيات الجراحية يمكنها علاج بروز عظمة القص في تركيا، لكن إجراء رافيتش Ravitch procedure يعتبر هو الأسلوب التقليدي. يتم هذا الإجراء بشق أفقي في منتصف الصدر لإزالة الغضروف الشاذ من الأمام ودفع القص للخلف، ثم توضع دعامات من الفولاذ المقاوم للصدأ عبر جدار الصدر الأمامي لدعم عظمة القص.
الدعامات غير مرئية من الخارج ويتم إزالتها لاحقاً عبر الجراحة.
على الرغم من أن هذه العملية الجراحية تقدم نتائج مقبولة في علاج الصدر الجؤجؤي إلا أنها تتطلب شقوقاً كبيرة وإنشاء سدائل جلدية وعضلية كبيرة واستئصال الأقواس الضلعية الغضروفية وقطع عظمة القص، لذلك فهي تعتبر شاقة، كما أن الندبة الجراحية تترك أثراً بعد العملية.
عملية أبرامسون
ظهرت في الآونة الأخيرة تقنية جراحية جديدة طفيفة التوغل لعلاج صدر الحمامة عن طريق الضغط (بدلاً من الاستئصال) تسمى إجراء أبرامسون Abramson procedure؛ حيث أظهرت الدراسات فعاليتها بشكل كبير عند اختيار المرضى المناسبين.
يتم هذا الإجراء عبر شقين معترضين على الجانبين طول كل منهما 3 سم على خط منتصف الإبط عند المستوى الأعظمي للبروز. يتابع الجراح بإجراء مزيد من التسليخ لكشف الضلع عند مستوى الخط الإبطي الأمامي، ثم يتم إجراء تسليخ غير حاد تحت الجلد باتجاه القص في كلا الجانبين بملقط طويل منحني فيتشكل نفق تحت الجلد.
بعد ذلك يوضع قضيب معدني محدب تم تصميمه بحيث يلائم شكل بروز الصدر في هذا النفق ويتم إغلاق الشقين. تقوم هذه الزرعة المعدنية بتصحيح بروز القفص الصدري مع الزمن وعلاج مرض صدر الحمامة.
يمكن من خلال هذه التقنية علاج بروز عظام القفص الصدري دون الحاجة إلى إجراء شقوق جلدية واسعة أو استئصال شيء من العظام أو الغضاريف أو حتى إنشاء سدائل جلدية وعضلية! يتم أيضاً تفادي حدوث صلابة جدار الصدر التي قد تحدث بعد فترة من إجراء الاستئصال الجداري.
يتوافق الجسم مع الزرعة المعدنية بشكل جيد، ومع ذلك نوصي بتدليك الجلد الذي يغطي الزرعة من أجل تجنب حدوث أي التصاق باللفافة السطحية أو فرط تصبغ في الجلد أو تشكل أورام مصليّة.
التخدير والعناية أثناء الجراحة
أثناء الجراحة سيتم تركيب 3 أنواع من القثاطر للمريض:
- قثطرة فوق الجافية في ظهر الطفل لإجراء تخدير موضعي مستمر
- قثطرة بولية ستعمل على تصريف البول من المثانة
- قثطرة وريدية من أجل تقديم السوائل والأدوية الوريدية
قد يحتاج المريض إلى الأكسجين الأنفي خلال العملية، وأحياناً يضع الجراح أنبوباً لتصريف السوائل من منطقة الجراحة. كل هذه العلاجات مؤقتة وسيتم إيقافها عند عدم الحاجة إليها (عادةً قبل التخريج من المستشفى).
المتابعة بعد الجراحة
يُتوقع أن يقوم الطفل من سريره ويبدأ بالمشي في اليوم التالي للجراحة، ويجب أن يتمرن على التنفس العميق للحفاظ على صحة الرئتين وتجنب الإصابة بالالتهاب الرئوي.
يمكن تخريج الأطفال من المستشفى عندما يصبحون قادرين على تناول مسكنات الألم فموياً ويأكلون ويشربون دون صعوبة ولا يعانون من الحمى أو علامات العدوى.
إذا تم وضع مُصَرّف جراحي خلال العملية فقد يضطر الطفل إلى إبقاء المصرف في مكانه بعد عودته إلى المنزل. سوف يعلّمك طاقم التمريض كيفية العناية بالمصرف.
عادة ما يُزال المصرف في أول زيارة للعيادة.
مخاطر علاج صدر الحمامة
بالنسبة لعلاج صدر الحمامة بالدعامة فهو آمن للغاية، لكن قد يعاني عدد قليل من المرضى من تهيج أو تكسر الجلد الملامس للدعامة. يتم إخبار المرضى بالتوقف عن استخدام الدعامة والذهاب إلى عيادة الدكتور عند أول علامة على حدوث تهيج.
أما بالنسبة لعلاج الصدر الجؤجؤي الجراحي فرغم أن عملية رافيتش وعملية أبرامسون آمنتان فهما كغيرهما من العمليات الجراحية قد تحملان بعض المخاطر إذا لم تكن الأيدي التي تقوم بالعملية على قدر كافٍ من الخبرة، بما في ذلك:
- نزف
- إنتان
- استرواح صدر (هواء حول الرئة)
- انصباب جنبي (سائل حول الرئة)
- التهاب تامور (التهاب حول القلب)
- انزياح الدعامة المعدنية
- عودة حدوث صدر الحمامة
إذا لاحظت أي بروز في عظام القفص الصدري الخاص بك أو بأحد أفراد عائلتك تواصل معنا للحصول على استشارة مجانية والتخطيط للعلاج في تركيا. سيقوم مركز بيمارستان الطبي بإجراء تقييم شامل لحالتك للكشف عن أي جنف أو تشوه مرافق وعلاجه بشكل متزامن مع علاج صدر الحمامة في تركيا.