إن حصى الكلى هي عبارة عن ترسبات صلبة تتكون داخل الكلى نتيجة تجمع البلورات. تُعتبر هذه الحالة شائعة بشكل كبير حيث أن حوالي 1 من كل 11 شخص يكون مصاب بحصى الكلى. تؤثر حصى الكلى على الأفراد من جميع الأعمار وتكون شائعة بشكل أكبر بين الرجال حيث تشير الإحصائيات إلى أن 19% من الرجال و9% من النساء يُصابون بحصى الكلى عند بلوغهم سن السبعين.
أنواع حصى الكلى
هناك أربعة أنواع رئيسية لحصى الكلى ولكل نوع خصائص مميزة وأسباب لتكوينه:
- حصوات الكالسيوم: تشكل حوالي 70-80% من حصى الكلى، تتكون حصوات الكالسيوم بسبب ارتفاع مستوى الكالسيوم في البول وغالباً ما ترتبط بمركبات مثل الأوكسالات والفوسفات الموجودة في بعض الأطعمة مثل السبانخ والشوكولاتة والمكسرات.
- حصوات حمض اليوريك: تتكون حصوات حمض اليوريك نتيجة زيادة مستويات الحمض في البول حيث يمكن أن تتشكل بسبب تناول كميات كبيرة من البروتين الحيواني الموجود في اللحوم الحمراء والأسماك. قد تسهم بعض العوامل مثل التجفاف والسمنة وبعض الحالات الطبية مثل داء السكري بتشكل هذا النوع من حصى الكلى.
- حصوات السيستين: تعد من الأنواع النادرة نسبياً لحصى الكلى وتنتج عن ارتفاع تركيز أحماض السيستين في البول. تكون ناتجة غالباً عن حالة وراثية تؤثر على آلية التعامل مع الأحماض الأمينية في الجسم.
- حصوات ستروفايت: تتشكل حصوات ستروفايت نتيجة الإصابة بالتهابات المسالك البولية حيث أن تواجد البكتيريا في البول يمكن أن يشكل بيئة قلوية تسهم في تكوين الحصوات.

أسباب تشكل حصى الكلى
تتضمن الآليات الحديثة لفهم تكوين حصى الكلى ما يلي:
- العوامل الوراثية: تلعب العوامل الوراثية الدور الأهم في تحديد آلية تعامل الجسم مع المعادن مما يجعل بعض الأفراد أكثر عرضة لتكوين الحصوات.
- التوازن بين المعادن والسوائل: يعتمد تكوين الحصى على التوازن بين المعادن والسوائل في الجسم حيث تزداد احتمالية تكوين حصى الكلى عندما يترافق وجود تركيز عالي من المعادن مع قلة السوائل.
- التغيرات في تركيبة البول: قد تكون التغيرات في تركيبة البول هي أحد الأسباب الرئيسية لتشكل حصى الكلى، مثل زيادة مستويات الأحماض أو نقص السيترات التي تعمل كمثبط لتكوين الحصوات، لذا فإن نقصها يمكن أن يسهم في تكوين الحصوات.
الأعراض والعلامات السريرية
قد تظهر العديد من الأعراض عند الإصابة بحصى الكلية، مثل:
- ألم حاد: يُعرف هذا الألم عادةً بألم المغص الكلوي حيث أنه يبدأ من أسفل القفص الصدري وقد يمتد إلى منطقة الفخذ والأعضاء التناسلية.
- وجود دم في البول: قد يظهر البول بلون وردي أو بني مما يدل على وجود نزيف داخل المسالك البولية.
- الحمى: قد يعاني المرضى من حمى أو قشعريرة إذا كانت هناك عدوى مصاحبة.
- الاكتئاب والقلق: يمكن أن يؤدي الألم المستمر والقلق من تكرار الإصابة إلى حدوث مشاكل نفسية لدى المريض. من المهم أن يتلقى المرضى الدعم النفسي المناسب أثناء العلاج وبعده.
- أعراض أخرى: مثل الغثيان والإقياء والتبول المتكرر مع الشعور بالحرقة.
عوامل الخطر للإصابة بحصى الكلى
عناك بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بحصى الكلى ويمكن تلخيصها بما يلي:
- التاريخ العائلي: وجود إصابات سابقة في العائلة وبشكل خاص لدى الأقارب من الدرجة الأولى.
- الحالات الطبية: مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة.
- النظام الغذائي: تناول كميات عالية من البروتين الحيواني أو الملح أو السكر وقلة تناول السوائل.
- العوامل الوراثية: بعض الأفراد لديهم استعداد وراثي لتكوين الحصوات.
كيفية تشخيص حصى الكلى
يتم تشخيص حصوات الكلى من خلال مجموعة من الخطوات:
- تحليل البول: يتم اللجوء لتحليل البول للكشف عن البلورات أو الدم أو أي علامات أخرى قد تدل على وجود حصى الكلى.
- التاريخ الطبي: يقوم الطبيب بمراجعة التاريخ الشخصي والعائلي للمريض لتحديد المخاطر المحتملة.
- الفحص البدني: يتضمن تقييم الأعراض السريرية مثل الألم والحمى.
- اختبارات التصوير:
- الأشعة السينية: يتم استعمالها أحيانا لتشخيص الإصابة بحصى الكلى.
- التصوير المقطعي المحوسب: يُستخدم لتحديد موقع الحصوات وحجمها.
- التصوير بالأمواج فوق الصوتية: يُعتبر التصوير بالأمواج فوق الصوتية خيار آمن بشكل كبير لتشخيص الحصوات وبشكل خاص في حالات الحمل.
طرق علاج حصى الكلى
تعتمد خيارات العلاج على العديد من العوامل مثل حجم الحصوات ومكانها، يتم تقسيم آاليات العلاج إلى العديد من التصنيفات
العلاج المحافظ
- زيادة تناول السوائل: يُنصح بشرب ما لا يقل عن 2-3 لترات من الماء بشكل يومي حيث يساعد ذلك في تخفيف تركيز المواد المكونة للحصى في البول مما يسهل مرور الحصوات الصغيرة، يمكن الاستفادة من بعض المشروبات مثل عصير الليمون حيث يحتوي على السيترات التي تمنع تكوين الحصوات.
- الأدوية المسكنة: تشمل بعض الأدوية مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين، كما يمكن أيضاً أن يتم استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لتخفيف الألم، يجب تناول هذه الأدوية تحت إشراف طبي لتجنب أي آثار جانبية.
- الأدوية المساعدة: قد يتم اللجوء لبعض الأدوية المساعدة مثل تامسولوسين لتسهيل مرور الحصوات عن طريق استرخاء عضلات الحالب مما يساعد في تقليل الألم وزيادة سرعة مرور الحصوات.
العلاج بالأدوية
- الأدوية المثبطة لتكوين الحصوات: مثل الأدوية التي تحتوي على السيترات والتي تعمل على زيادة مستوى السيترات في البول، كما يمكن أن يتم استعمال بعض الأدوية مثل الثيازيد الذي يساعد في تقليل مستويات الكالسيوم في البول.
- الأدوية المضادة للبكتيريا: قد يتم اللجوء إلى الأدوية المضادة للبكتيريا، مثل النيتروفورانتوين أو السفلاكسين، في حال وجود عدوى مصاحبة مثل التهاب المسالك البولية.
الإجراءات التدخلية
- استئصال الكلى: إن عملية استئصال الكلى هي الخيار الأخير في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج، حيث أنه يتم استئصال الكلية بالكامل أو جزء منها. يحتاج المريض إلى فترة تعافي طويلة وقد يتطلب الأمر الإقامة في المستشفى.
- تفتيت الحصى بالموجات التصادمية (ESWL): من الممكن أن يتم استخدام الموجات التصادمية لتفتيت حصى الكلية إلى قطع صغيرة حيث يُعتبر هذا الإجراء غير جراحي ويتم تحت التخدير الموضعي. قد يحتاج المريض إلى عدة جلسات حسب حجم الحصوات.
- استئصال حصى الكلى بالمنظار (Ureteroscopy): يتم إجراء تنطير الحالب عن طريق إدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا عبر الحالب للوصول إلى الحصوات. يمكن إزالة الحصوات باستخدام أدوات صغيرة أو تفتيتها بالليزر. تعتبر عملية تنظير الحالب إجراء آمن وفعال ويتم تحت التخدير العام أو الموضعي.
- تفتيت حصوات الكلى عن طريق الجلد (PCNL): يتم ذلك من خلال إجراء شقوق صغيرة في الجلد لإزالة الحصوات. يتم اللجوء لهذه الآلية في الحالات التي تكون فيها الحصوات كبيرة جداً أو عند فشل إزالتها بالطرق الأخرى. يستغرق التعافي عادةً من بضعة أيام إلى أسبوع.

المضاعفات المحتملة لحصى الكلى
قد ينتج عن عدم علاج حصى الكلى ظهور العديد من المضاعفات الخطيرة، مثل:
- انسداد الحالب: مما يزيد من خطر الإصابة بالتهاب الكلى.
- التهابات المسالك البولية: قد تؤدي إلى حالات أخطر مثل التهاب الحويضة والكلية.
- تلف الكلى: قد يتم فقدان وظيفة الكلية بشكل كامل في حالات الانسداد المطول للقنوات المفرغة للبول.
الوقاية من الإصابة بحصى الكلى
هناك بعض النصائح التي يجب علينا اتباعها للوقاية من تشكل حصى الكلية، مثل:
- تجنب الأطعمة الغنية بالأوكسالات: مثل السبانخ والشوكولاتة والمكسرات.
- زيادة تناول السوائل: شرب ما لا يقل عن 2-3 لترات من الماء بشكل يومي.
- تقليل الملح والسكر: يمكن أن زيادة تناول الملح والسكر يزيد من خطر تكوين الحصوات.
- تناول الفواكه والخضروات: حيث أنها تكون عنية بالألياف والمغذيات.
- تناول كميات معتدلة من الكالسيوم: يساعد على تقليل امتصاص الأوكسالات.
علاج حصى الكلى في تركيا
تتراوح تكلفة علاج الحصى في تركيا بين 2000 و 10000 دولار أمريكي حسب نوع العملية سواء أكانت بواسطة الليزر أو بالموجات التصادمية أو الاستئصال بواسطة المنظار.
طريقة العلاج | التكلفة التقريبية (بالدولار الأمريكي) |
---|---|
تفتيت حصوات الكلى عن طريق الجلد (PCNL) | 3000 – 5000 |
استئصال حصى الكلى بالمنظار (Ureteroscopy) | 2000 – 4000 |
تفتيت الحصى بالموجات التصادمية (ESWL) | 1000 – 3000 |
الجراحة التقليدية | 4000 – 7000 |
تُعد حصى الكلى من المشكلات الشائعة التي قد تسبب ألن شديد ومضاعفات خطيرة إذا لم تُعالج بالشكل المناسب. من المهم اتباع نمط حياة صحي واللجوء للتشخيص والعلاج المبكر لتجنب المضاعفات. يتوفر في مركز بيمارستان تركيا خيارات علاجية فعّالة وحديثة لحصى الكلى بتكاليف مناسبة.
المصادر:
- National Health Service. (n.d.). Kidney stones. NHS. Retrieved July 13, 2025
- National Kidney Foundation. (n.d.). Kidney stones. Retrieved July 13, 2025
- Urology Care Foundation. (n.d.). Kidney stones. Retrieved July 13, 2025