تعتبر البروستاتا غدة صغيرة بحجم حبة الجوز تقع أسفل المثانة وحول الإحليل وهي تلعب دور أساسي في إنتاج مفرزات السائل المنوي الذي يغذي الحيوانات المنوية. قد يواجه الرجال المتقدمين بالعمر مشكلات صحية تتعلق بالبروستاتا مثل تضخم البروستاتا الحميد (BPH) وسرطان البروستاتا. من المهم فهم الفرق بين تضخم البروستاتا وسرطان البروستاتا لأنهما يتطلبان استراتيجيات علاج مختلفة.
ما هو تضخم البروستاتا؟
تضخم البروستاتا الحميد (BPH) هو حالة شائعة تصيب الكثير من الرجال مع تقدمهم في العمر. يتميز تضخم البروستات بأنه غير سرطاني ولكنه يسبب حدوث انضغاط في مجرى البول. تعتبر تضخم البروستاتا حالة غير خطيرة لكنها قد تسبب أعراض مزعجة تؤثر على جودة الحياة.

أسباب تضخم البروستاتا
تتضمن الأسباب الرئيسية لتضخم البروستاتا:
- التاريخ العائلي: وجود تاريخ عائلي للإصابة بتضخم البروستاتا قد يزيد من احتمالية الإصابة، حيث يكون الفرد أكثر عرضة للإصابة إذا كان أحد أفراد الأسرة مصاب سابقاً.
- العوامل البيئية: النظام الغذائي الغني بالدهون الحيوانية والقليل من الفواكه والخضروات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بتضخم البروستاتا. كما أن قلة النشاط البدني والسمنة قد تلعب دور أساسي في زيادة خطر الإصابة.
- العمر: يعد التقدم في العمر من العوامل الرئيسية حيث تزداد احتمالية الإصابة بتضخم البروستاتا بشكل كبير بعد سن الخمسين ويكون الخطر أكبر لدى الرجال فوق سن الستين.
- التهابات المسالك البولية: قد يؤدي وجود التهابات سابقة في المسالك البولية أو البروستاتا إلى زيادة خطر تضخم البروستاتا.
- التعرض للسموم: بعض الدراسات تشير إلى أن التعرض للمواد الكيميائية والسموم البيئية قد يكون له تأثير على صحة البروستاتا.
- المشاكل الصحية الأخرى: مثل داء السكري وأمراض القلب قد تزيد من خطر الإصابة بتضخم البروستاتا.
أعراض تضخم البروستاتا الحميد
تشمل الأعراض الشائعة لتضخم البروستاتا:
- صعوبة في بدء التبول: قد يشعر المريض بصعوبة أو تأخر في بدء تدفق البول مما يتطلب مجهود كبير للتبول.
- ضعف تدفق البول: تدفق البول قد يصبح ضعيف أو متقطع مما يجعل عملية التبول غير مريحة وقد تستغرق وقت طويل.
- الحاجة المتكررة للتبول: زيادة عدد مرات التبول خلال اليوم وخاصةً في الليل (التبول الليلي).
- الشعور بعدم إفراغ المثانة: يشعر الرجل بأنه لم يتم إفراغ المثانة بالكامل بعد الانتهاء من التبول حيث أنه سيشعر بالرغبة في التبول مرة أخرى بعد فترة قصيرة.
- الإلحاح المفاجئ للتبول: رغبة مفاجئة وقوية في التبول مما قد يؤدي إلى صعوبة في التحكم أو الوصول إلى الحمام في الوقت المناسب.
- تسرب البول: قد يحدث تسرب للبول مما يسبب إحراج وعدم راحة في المواقف الاجتماعية.
- ألم أو عدم ارتياح: بعض الرجال قد يعانون من ألم أو عدم ارتياح في منطقة الحوض أو أسفل الظهر.
تشخيص تضخم البروستاتا الحميد
يتم تشخيص تضخم البروستاتا من خلال:
- التاريخ الطبي: يقوم الطبيب بجمع معلومات عن الأعراض الحالية والتاريخ الطبي الشخصي والعائلي ويقوم بالسؤال عن أي حالة صحية سابقة تتعلق بالبروستاتا.
- الفحص البدني: يشمل الفحص البدني عادةً فحص البروستاتا عن طريق المستقيم (DRE) حيث يقوم الطبيب بإدخال إصبع في المستقيم للتحقق من حجم البروستاتا وشكلها.
- اختبارات البول: قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات للبول لاستبعاد أي التهابات أو مشكلات أخرى قد تسبب الأعراض.
- اختبار قياس تدفق البول: يقيس هذا الاختبار سرعة تدفق البول مما يساعد في تحديد مدى انسداد المسالك البولية.
- فحص مستوى PSA: قياس مستوى مستضد البروستاتا النوعي (PSA) في الدم. المستويات المرتفعة قد تشير إلى مشاكل في البروستاتا.
- الموجات فوق الصوتية: يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية لتصوير البروستاتا والمثانة مما يساعد في تقييم حجم البروستاتا والكشف عن وجود أي تشوهات.
- اختبار المثانة: قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات إضافية لتقييم وظيفة المثانة مثل اختبار الضغط في المثانة.
خيارات علاج تضخم البروستاتا
توجد عدة خيارات لعلاج تضخم البروستاتا الحميد وتعتمد على شدة الأعراض وتأثيرها على حياة المريض وتتضمن:
- المراقبة: قد يوصي الطبيب بمراقبة الحالة دون علاج فوري في حالات الأعراض الخفيفة مع متابعة الأعراض بانتظام.
- الأدوية:
- حاصرات ألفا: مثل التامسولوسين حيث تساعد في استرخاء عضلات البروستاتا والمثانة مما يسهل عميلة التبول.
- مثبطات 5-ألفا ريدوكتاز: مثل الفيناسترايد التي تعمل على تقليل حجم البروستاتا عن طريق منع تحويل التستوستيرون إلى ديهدروتستوستيرون (DHT) وهو هرمون يساهم في تضخم البروستاتا.
- العلاج بالليزر: تقنيات مثل استئصال البروستاتا بالليزر يمكن أن تستخدم لتقليص أو إزالة الأنسجة الزائدة من البروستاتا مما يحسن تدفق البول.
- الجراحة: في الحالات الشديدة أو عندما تفشل العلاجات الأخرى قد يكون من الضروري إجراء جراحة مثل استئصال البروستاتا عبر الإحليل (TURP)حيث يتم إزالة الأنسجة الزائدة من البروستاتا.
ما هو سرطان البروستاتا؟
سرطان البروستاتا هو أشيع السرطانات المنتشرة بين الرجال وهو يبدأ من خلايا البروستاتا ويكون ذو نمو وتطور بطيء غالباً، مما يسمح للمرضى بالعيش لسنوات عديدة دون الحاجة إلى علاج.

أسباب سرطان البروستاتا
تشمل الأسباب المحتملة:
- العمر: يزداد خطر الإصابة بسرطان البروستاتا مع التقدم في العمر حيث يكون الرجال فوق سن الخمسين أكثر عرضة للإصابة.
- التاريخ العائلي: وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البروستاتا يزيد من خطر الإصابة خاصةً إذا كان هناك أقارب من الدرجة الأولى مصابين بالمرض.
- العرق: تشير الدراسات إلى أن الرجال من أصول أفريقية أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا مقارنة بالرجال من أصول أوروبية أو آسيوية.
- العوامل الوراثية: وجود طفرات جينية مثل BRCA1 وBRCA2 قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
- النظام الغذائي: تشير بعض الأبحاث إلى أن النظام الغذائي الغني بالدهون الحيوانية وقليل الفواكه والخضروات قد يكون مرتبط بشكل كبير بزيادة خطر الإصابة.
- السمنة: هناك أدلة على أن السمنة قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا وقد تؤثر على تطور المرض.
- التعرض للمواد الكيميائية: إن التعرض للمواد الكيميائية مثل المبيدات الحشرية قد يكون له علاقة بزيادة خطر الإصابة.
أعراض سرطان البروستاتا
تشمل الأعراض:
- صعوبة في التبول: قد يشعر المريض بصعوبة في بدء التبول أو انقطاعه أو الحاجة المتكررة للتبول خاصة في الليل.
- تغيرات في تدفق البول: قد يحدث ضعف في تدفق البول أو شعور بعدم إفراغ المثانة بالكامل.
- ألم أثناء التبول: يمكن أن يشعر المريض بألم أو حرقان أثناء التبول.
- دم في البول أو السائل المنوي: ظهور دم في البول أو السائل المنوي يعتبر علامة تحذيرية ويجب استشارة الطبيب بشكل فوري.
- ألم في منطقة الحوض: قد يشعر المريض بألم مستمر في منطقة الحوض أو أسفل الظهر.
- ألم في العظام: قد ينتشر السرطان إلى العظام في حالات متقدمة مما يسبب ظهور آلام في العظام.
- فقدان الوزن غير المبرر: فقدان الوزن المفاجئ وغير المفسر قد يكون علامة على وجود السرطان.
- ضعف الانتصاب: قد يعاني بعض الرجال من صعوبة في تحقيق الانتصاب أو الحفاظ عليه.
تشخيص سرطان البروستاتا
تشمل الفحوصات:
- تحليل PSA: تشير المستويات المرتفعة إلى وجود سرطان.
- الخزعة: تُعتبر الطريقة الأكثر دقة لتشخيص سرطان البروستاتا حيث يتم أخذ عينة من الأنسجة لفحصها تحت المجهر.
- التصوير الطبي: مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد مدى انتشار السرطان.
خيارات علاج سرطان البروستاتا
تتضمن خيارات علاج سرطان البروستاتا عدة طرق تعتمد على مرحلة المرض والعمر والصحة العامة للمريض، وتتضمن:
- المراقبة: يتم اللجوء إليها في الحالات التي يكون فيها السرطان غير نشط ولا يتسبب في أي أعراض، يتضمن ذلك متابعة دقيقة مع إجراء الفحوصات المنتظمة دون بدء العلاج على الفور.
- الجراحة: مثل استئصال البروستاتا الجذري حيث يتم إزالة البروستاتا بالكامل وبعض الأنسجة المحيطة بها. تُعتبر الجراحة خياراً شائعاً في الحالات المبكرة.
- العلاج الإشعاعي:
- العلاج الإشعاعي الخارجي: استخدام الإشعاع من جهاز خارجي لتدمير خلايا السرطان.
- العلاج الإشعاعي الداخلي (البذور): زراعة بذور مشعة صغيرة داخل البروستاتا لتوصيل الإشعاع مباشرة إلى الخلايا السرطانية.
- العلاج الهرموني: يُستخدم لتقليل مستويات هرمون التستوستيرون مما يساعد في تقليل نمو سرطان البروستاتا وذلك من خلال الأدوية أو الجراحة لإزالة الخصيتين (استئصال الخصية).
- العلاج الكيميائي: يُستخدم عادة في الحالات المتقدمة أو عندما ينتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم. يهدف إلى قتل خلايا السرطان أو تقليل حجمها.
- العلاج المناعي: يُستخدم لتحفيز جهاز المناعة لمهاجمة الخلايا السرطانية.
الفرق بين تضخم البروستاتا وسرطان البروستاتا
جدول يوضح الفرق بين تضخم البروستاتا وسرطان البروستاتا:
الفرق بين تضخم البروستاتا وسرطان البروستاتا | تضخم البروستاتا (BPH) | سرطان البروستاتا |
---|---|---|
التعريف | تضخم غير سرطاني في غدة البروستاتا. | نمو غير طبيعي للخلايا في البروستاتا قد يكون سرطانياً. |
الأسباب | تغيرات هرمونية وعوامل وراثية وعوامل بيئية. | عوامل وراثية وعوامل بيئية والتقدم في العمر. |
الأعراض | – صعوبة في بدء التبول – ضعف تدفق البول – الحاجة المتكررة للتبول – الشعور بعدم إفراغ المثانة | – صعوبة في التبول – وجود دم في البول أو السائل المنوي – ألم في الحوض أو الظهر – فقدان الوزن غير المبرر |
التشخيص | – فحص سريري – تحليل PSA | – فحص سريري – تحليل PSA – خزعة – تصوير طبي |
خيارات العلاج | – أدوية (حاصرات ألفا، مثبطات 5-ألفا ريدوكتاز) – جراحة (استئصال البروستاتا) | – جراحة (استئصال البروستاتا) – علاج إشعاعي – علاج هرموني – علاج كيميائي |
المخاطر والمضاعفات | – قد يؤدي إلى التهابات المسالك البولية – احتباس البول | – يمكن أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم وقد يسبب الوفاة |
الفحص الدوري | يُنصح الرجال فوق سن 50 بإجراء فحوصات سنوية. | يُنصح الرجال فوق سن 50 بإجراء فحوصات سنوية للكشف المبكر. |
من المهم أن نفهم الفرق بين تضخم البروستاتا وسرطان البروستاتا، حيث أن كلا الحالتين تؤثران على الرجال بطرق مختلفة. تضخم البروستاتا الحميد (BPH) هو حالة شائعة وغير سرطانية بينما سرطان البروستاتا يتطلب اهتمام وعلاج خاص. الوعي بالأعراض والعوامل المسببة يمكن أن يساعد في الكشف المبكر وتحسين نتائج العلاج. لذلك يُنصح الرجال بإجراء فحوصات دورية ومناقشة أي تغييرات في صحتهم مع الأطباء لضمان الحفاظ على صحة البروستاتاويكونون على وعي كامل بالفرق بين تضخم البروستاتا وسرطان البروستاتا.
المصادر:
- Medical News Today. (2023, August 29). BPH vs. prostate cancer: What are the differences? Retrieved July 9, 2025.
- Healthline. (2023, March 15). BPH vs. prostate cancer: What’s the difference? Retrieved July 9, 2025.