رغم أن سرطان البلعوم الأنفي نادر الحدوث إلا أن موقعه يشكل خطراً على حياة الإنسان، لذلك كان لابد من إعطائه أهمية خاصة من أجل تشخيصه وعلاجه بشكل مبكر في تركيا.
ما هو سرطان البلعوم الأنفي؟
سرطان البلعوم الأنفي nasopharyngeal cancer (NPC) هو نوع نادر من سرطانات الرأس والعنق، حيث تشخص 260 حالة فقط في الولايات المتحدة الأمريكية سنوياً.
يحدث سرطان البلعوم الأنفي بشكل أشيع في بعض المناطق مثل جنوب شرق آسيا.
يبدأ سرطان البلعوم الأنفي NPC عندما تخرج الخلايا عن السيطرة في الجزء العلوي من البلعوم الذي يدعى “البلعوم الأنفي”، ويجب تمييزه عن سرطانات الرأس والعنق الأخرى التي تصيب منطقة الحلق كسرطان الحنجرة وسرطان المريء وسرطان الغدة الدرقية.
يتوضع البلعوم الأنفي nasopharynx قرب قاعدة الجمجمة فوق شراع الحنك (الحنك الرخو) خلف تجويف الأنف مباشرة وينفصل عن التجويف الأنفي بواسطة المنعرين.
تشير الإحصائيات إلى أن معدل البقيا بعد 5 سنوات من الإصابة بسرطان البلعوم الأنفي nasopharyngeal cancer تقدر بحوالي 61%، وهذا يتعلق بعدة عوامل تتضمن مكان الورم وانتشاره.
تعتبر جميع سرطانات البلعوم الأنفي عند البالغين ومعظم سرطانات البلعوم الأنفي عند الأطفال من النوع شائك الخلايا carcinoma، أي أنها تنشأ من خلايا بطانة البلعوم الأنفي.
يمكن أن يصيب NPC أي عمر حتى الأطفال، وتتشابه أعراضه مع العديد من الحالات الأخرى الأكثر شيوعاً كما أن فحصه والكشف عنه يعتبر صعباً إلى حد ما، لذلك لا يتم الكشف عنه إلا في المراحل المتقدمة.
غالباً ما يعالج سرطان البلعوم الأنفي بالمعالجة الشعاعية أو بالمعالجة الكيميائية أو بكليهما، يقوم الأطباء في تركيا بإجراء بعض الفحوصات الطبية واختيار الإجراء الأمثل لكل حالة.
تصنيف سرطان البلعوم الأنفي شائك الخلايا وطريقة انتشاره
عندما يبدأ السرطان شائك الخلايا بالتشكل في البلعوم الأنفي ويزداد حجمه فإنه غالباً ما ينتشر إلى العقد الليمفاوية المجاورة في العنق.
مع استمرار تطور السرطان قد يغزو الأوعية الدموية ويبدأ بالانتشار الدموي إلى مناطق أخرى من الجسم كالكبد والرئتين والعظام.
يُصنف سرطان البلعوم الانفي nasopharyngeal cancer اعتماداً على العديد من العوامل تتضمن حجم الورم البدئي ومكانه وطريقة انتشار الخلايا السرطانية بعيداً عن الورم البدئي إلى العقد الليمفاوية أو إلى أعضاء الجسم الأخرى.
إليك بعض الخطوط الرئيسية في التقييم المرحلي لسرطان البلعوم الأنفي:
المرحلة | الوصف |
المرحلة 0 | الورم محصور في الطبقة البطانية للبلعوم الأنفي ويدعى carcinoma in situ |
المرحلة 1 | انتشر الورم إلى البنى المجاورة دون أن يصل إلى العقد اللمفية والأجزاء البعيدة من الجسم |
المرحلة 2 | انتشر الورم إلى العقد اللمفية في جانب واحد من الرقبة دون أن يصل إلى الأجزاء البعيدة من الجسم |
المرحلة 3 | انتشر الورم إلى العقد اللمفية في الجانبين دون أن يصل إلى الأجزاء البعيدة من الجسم |
المرحلة 4 | انتشر الورم إلى الأجزاء البعيدة عن البلعوم الأنفي كالكبد والرئتين والعظام |
أسباب سرطان البلعوم الأنفي
لا توجد أسباب واضحة وصريحة تؤدي إلى فقدان السيطرة على الخلايا وحدوث سرطان الحلق وإنما توجد بعض العوامل التي تزيد من نسبة حدوث هذا النوع من السرطانات تم اكتشافها وتحديدها.
على الرغم من ذلك لا تزال بعض الأمور مبهمة بشأن مسببات وعوامل خطورة سرطان البلعوم الأنفي، وليس واضحاً تماماً لماذا تنشأ الخلايا السرطانية عند بعض الأشخاص رغم عدم وجود عوامل الخطورة لديهم ولماذا لا يصاب آخرون لديهم جميع عوامل الخطورة المكتشفة بسرطان البلعوم الأنفي.
تتضمن عوامل خطورة سرطان البلعوم الأنفي المكتشفة ما يلي:
- القصة العائلية: وجود فرد مصاب بسرطان البلعوم الأنفي ضمن العائلة يزيد خطر الإصابة بهذا السرطان.
- الجنس: إذ يصيب سرطان البلعوم الأنفي الذكور اكثر من الإناث.
- العمر: قد يبدأ سرطان البلعوم الأنفي في أي عمر، لكن يكثر في الأعمار 30-50.
- العرق: أكثر ما يحدث هذا السرطان في جنوب شرق آسيا وجنوب الصين وشمال أفريقيا.
- الكحول والتدخين: حيث وُجد أن الاستهلاك الزائد للكحول والسجائر يزيد من خطر الإصابة بسرطان البلعوم الأنفي.
- اللحوم والأسماك المملحة: حيث تفرز هذه الأطعمة مادة كيميائية تسمى نتروزأمين قد تزيد من خطر تطور المرض.
- فيروس إبشتاين-بار EBV:إن التعرض إلى فيروس إبشتاين-بار يزيد من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطانات، لكنه غير حتمي نحو تطور السرطان؛ فالعديد من الأشخاص المصابين بهذا الفيروس لا يعانون من مشاكل صحية مزمنة، ما زالت الأبحاث جارية حول علاقة فيروس EBV بالإصابة بسرطان البلعوم الأنفي.
أعراض سرطان البلعوم الأنفي
قد لا تسبب سرطانة البلعوم الأنفي في المراحل الباكرة أية أعراض، وقد تكون الأعراض الناتجة عنها خفيفة ومشابهة لحالات أخرى سليمة شائعة الحدوث في البلعوم الأنفي وهذا يؤدي إلى تأخر تشخيص السرطان.
قد تتضمن أعراض سرطان الحلق أياً مما يلي:
- ظهور ورم في الحلق (الأشيع)
- نقص السمع بسبب انسداد قناة استاكيوس (غالباً أحادي الجانب)
- طنين (أصوات تُسمع بداخل الاذن)
- انسداد أنف (عادة في جانب واحد)
- رعاف
- ألم أو خدر في الوجه
- صداع
- رؤية ضبابية أو مزدوجة
- صعوبة في التنفس أو التحدث
- حدوث إنتانات متكررة في الأذن
إذا كنت تعاني من هذه الاعراض أو بعضها لأكثر من 3 أسابيع دون تحسن لا تتردد بالتواصل مع مركز بيمارستان الطبي، سنقوم بإرشادك إلى أمهر الأطباء وأفضل المراكز المتخصصة في علاج سرطان البلعوم الأنفي وسرطان الحنجرة في تركيا.
أبق في ذهنك أن ظهور مثل هذه الاعراض لديك قد يكون بسبب الإصابة بأمراض أخرى شائعة الحدوث ليست بخطورة NPC لذلك لا داعي للخوف، تواصل مع طبيبك لإجراء الفحوص اللازمة لنفي الإصابة بسرطان البلعوم الأنفي.
تشخيص سرطان البلعوم الأنفي في تركيا
عادة ما يتم تشخيص سرطان البلعوم الانفي nasopharyngeal cancer عندما يزور المريض المصاب بإحدى الأعراض السابقة عيادة الطبيب، يبدأ الطبيب بالاستماع إلى شكاية المريض وأخذ القصة السريرية والقصة العائلية ثم يتوجه إلى الفحص الجسدي، قد يستعين الطبيب العام بطبيب الأذن-أنف-حنجرة لإجراء الفحوص التالية وتأكيد التشخيص:
- استخدام مرآة صغيرة وضوء لرؤية منطقة البلعوم الأنفي.
- تنظير البلعوم الأنفي: باستخدام أنبوب مرن مزود بضوء يدخل عن طريق الفم أو الأنف لرؤية البلعوم الأنفي بشكل أقرب.
- الخزعة النسيجية: في حال الشك بسرطان البلعوم الأنفي بعد إجراء التنظير يتم أخذ خزعة من الخلايا عبر إبرة رفيعة من منطقة الورم وفحصها تحت المجهر.
يُقسم سرطان البلعوم الأنفي شائك الخلايا إلى 3 أنماط نسيجية:
- السرطان شائك الخلايا المتقرن
- السرطان شائك الخلايا غير المتقرن
- السرطان غير المتمايز أو ضعيف التمايز
يعد السرطان المتقرن هو الأخطر من بين هذه الأنواع ويترافق مع معدل بقيا أقل.
بعد تشخيص السرطان cancer في تركيا يجب إجراء بعض الفحوص الشعاعية لمعرفة أماكن انتشار السرطان وتحديد مرحلة الورم، تتضمن:
- صورة صدر بسيطة CXR
- التصوير الطبقي المحوري المحوسب CT
- التصوير بالرنين المغناطيسي MRI
- التصوير الطبقي بالإصدار البوزيتروني PET-scan
كما يمكن إجراء الفحوص المخبرية التالية للمساعدة على تشخيص المرض:
- تعداد الدم الكامل
- اختبارات للكشف عن فيروس إبنشتاين-بار
علاج سرطان البلعوم الأنفي في تركيا
عندما يتم تشخيصك بسرطان البلعوم الأنفي ستقوم مع طبيبك باتخاذ القرار النهائي بشأن الخطة الأمثل للعلاج في تركيا اعتماداً على موقع الورم وتصنيفه المرحلي وصحتك العامة.
قد تتضمن الخطة العلاجية في تركيا قتل الخلايا السرطانية باستخدام الأشعة بما يسمى العلاج الشعاعي أو قتلها باستخدام الأدوية بما يسمى العلاج الكيميائي أو استئصال كتلة الورم عبر الجراحة، ويمكن أن يتضمن بروتوكول العلاج اكثر من تقنية في آن واحد.
تعرف المزيد حول طرق تشخيص وعلاج السرطان في تركيا.
وقد وجدت الدراسات أن نسبة شفاء سرطان البلعوم الأنفي في المرحلة الثانية عند اختيار بروتوكول العلاج المناسب تتجاوز 90%.
تجدر الإشارة إلى ضرورة الإقلاع عن التدخين إذا كان مريض NPC مدخناً لأن التدخين يزيد من خطر حدوث النكس بعد العلاج ويؤدي إلى حدوث المزيد من الآثار الجانبية المتعلقة بالعلاج، بالإضافة إلى تأثيره على صحة الفم بشكل عام.
علاج سرطان البلعوم الأنفي بالأشعة
تعتبر المعالجة الشعاعية الأكثر استخداماً في علاج سرطان البلعوم الانفي.
قد يكون العلاج الشعاعي وحده كافياً للتخلص من السرطان عندما يكون سرطان البلعوم الأنفي صغير الحجم، بينما يكون العلاج المفضل في بقية الحالات هو العلاج الشعاعي المشرك مع العلاج الكيميائي.
عادة ما يتم علاج سرطان البلعوم الأنفي عبر تقنية تسمى المعالجة الشعاعية الخارجية يتم فيها استخدام حزم شعاعية عالية الطاقة كالأشعة السينية أو البروتونات لقتل الخلايا السرطانية ووقف نموها وتقليص حجم السرطان أو القضاء عليه نهائياً، حيث يجلس المريض على طاولة ويُستخدم جهاز كبير يدور حول المريض لتوجيه حزمة الأشعة بدقة نحو الورم.
وقد وجدت الدراسات أن معدل البقيا بعد 10 سنوات بعد العلاج الشعاعي تقدر بـ 41.5% بالنسبة لمرضى سرطان البلعوم الأنفي في المرحلة الأولى والثانية و22.8% لأولئك الذين في المرحلة الثالثة والرابعة.
يطبق العلاج الشعاعي عبر جلسات يومية قصيرة تكرر 5 مرات أسبوعياً (جلسة واحدة كل يوم مع استراحة لمدة يومين) تستمر لمدة 7 أسابيع عادة، لا تحتاج هذه الجلسات إلى المكوث في المشفى بين الجلسات.
إن العلاج الشعاعي بحد ذاته لا يعد مؤلماً، إلا أنه قد يحمل بعض المخاطر والآثار الجانبية المؤقتة كاحمرار الجلد وفقدان السمع وجفاف الفم وتغيرات في حس الذوق، كما قد يسبب التهابات وتقرحات شديدة في الفم أو الحلق أو المعدة خصوصاً عندما يُشرك مع العلاج الكيماوي، كما أن الإشعاع قد يزيد من نسبة حدوث سرطان الجلد.
هنالك نوع آخر من العلاج الشعاعي يقوم على وضع بذور من النظائر المشعة الصلبة في مكان السرطان أو بالقرب منه لعدة دقائق أو عدة أيام يُعرف باسم المعالجة الشعاعية الداخلية أو الكثبية، وعادة ما تستخدم لعلاج سرطان البلعوم الأنفي الناكس بعد الشفاء.
قد يقرر الطبيب بقاءك في المشفى لبعض الوقت اعتماداً على نوع الإشعاع المستخدم في العلاج.
العلاج الكيميائي
وهو علاج جهازي يتم فيه استعمال دواء واحد أو أكثر لقتل الخلايا السرطانية ومنعها من النمو والانقسام وإعطاء خلايا جديدة.
يمكن أن يكون العلاج الكيماوي جزءاً من خطة العلاج التي قد تتضمن الجراحة أو العلاج الشعاعي أو كليهما، ويعود ذلك إلى كونه يقلل من فرصة حدوث نكس سرطان البلعوم الأنفي.
بعض الأدوية يتم تناولها عبر الفم، لكن معظمها يعطى عبر الوريد لينقلها الدم إلى الخلايا السرطانية في الجسم، لذلك فإن هذه الطريقة مفيدة في علاج سرطانة البلعوم الأنفي التي أعطت نقائل إلى أماكن أخرى من الجسم.
يُستخدم العلاج الكيماوي عادة مع العلاج الشعاعي أو قبله في سرطان البلعوم الأنفي المتقدم، وهذا له دور كبير في زيادة فعالية وتأثير العلاج الشعاعي، إلّا أنه يسبب المزيد من الآثار الجانبية.
سيقوم الطبيب باختيار الأدوية الكيميائية المناسبة لك ويوضح لك طريقة استعمالها والجرعة اللازمة للعلاج ومدة العلاج، سوف تعتمد الآثار الجانبية المحتملة على نوع الأدوية ومدة استعمالها.
الجراحة
لا تستخدم الجراحة عادة لعلاج سرطان البلعوم الأنفي في تركيا بسبب صعوبة وصول الجراحين إلى منطقة البلعوم الأنفي.
على الرغم من ذلك يتم اللجوء إلى الجراحة في بعض الأحيان لاستئصال العقد اللمفية المصابة في العنق والتي لم تستجب على الطرق العلاجية الأخرى.
بعد الجراحة يتم إدخال أنبوب أنفي معدي عبر أحد فتحتي الأنف لتغذية المريض لأنه لن يتمكن من تناول الطعام حتى تشفى المنطقة الجراحية.
قد يستغرق شفاء المريض بعد العملية حوالي الأسبوعين يتم خلالهما تزويده بالطعام السائل عبر الأنبوب، ويمكن للمريض العودة إلى المنزل بعد حوالي 3-5 أيام من الجراحة مع بقاء الأنبوب في مكانه.
العلاج الموجّه باستخدام الأدوية الحيوية
قد يستفيد مرضى سرطان البلعوم الأنفي من الأدوية الحيوية التي تؤثر على الجهاز المناعي وطريقة مواجهته للخلايا السرطانية كحُقَن السيتوكسيماب cetuximab (مشتق صنعي من بروتين مناعي).
يعمل العلاج الدوائي الموجه بشكل مختلف عن الأدوية الكيميائية وعادة ما يتم إشراك هذا النوع من العلاج مع المعالجة الشعاعية أو المعالجة الكيميائية.