يعاني العديد من الأشخاص حول العالم من تشنج الوجه النصفي، وهي حالة مؤلمة تؤثر على العصب الوجهي وتسبب انقباضات لا إرادية، وتشير الدراسات إلى أن هذه المشكلة تصيب ما يقارب 5 إلى 10 أشخاص من كل 100 ألف سنوياً، وتكون أكثر شيوعاً لدى النساء في منتصف العمر. إن أعراض تشنج الوجه النصفي قد تبداً بشكل مفاجئ أو تدريجي، مما يؤثر على تعابير الوجه وحتى الرؤية في بعض الحالات، وعلى الرغم من أن السبب الدقيق غير معروف دائماً، إلا أن هناك عدة علاجات فعالة تساعد في تخفيف الانزعاج وتحسين جودة الحياة.
ما هو تشنج الوجه النصفي؟
إن تشنج الوجه النصفي هو اضطراب عصبي عضلي يسبب تقلصات لا إرادية في عضلات جانب واحد من الوجه، وتبدأ الأعراض عادةً بارتعاشات في الجفن تظهر على شكل إغلاق سريع ومتكرر للعين، ثم قد تنتشر لتصيب عضلات الوجنتين ومنطقة حول الفم مع تقدم الحالة.
تحدث هذه الحركات اللاإرادية نتيجة تنبيه غير طبيعي للعصب الوجهي المسؤول عن تحريك عضلات الوجه، وتُلاحظ هذه الحالة بشكل أكثر شيوعاً لدى النساء، وتظهر الأعراض في الغالب بين سن الأربعين والستين.
أسباب تشنج الوجه النصفي
يحدث تشنج نصف الوجه بسبب تنبيه العصب الوجهي بشكل لا إرادي متكرر، قد يحدث التنبيه المتكرر للعصب الوجهي لأحد الاسباب التالية:
- كتلة ضاغطة كالورم تضغط على العصب السابع
- وعاء دموي مشوه يضغط على العصب الوجهي
- أذية رضية مباشرة للعصب
- أسباب مجهولة
أعراض تشنج الوجه النصفي
يسبب تشنج نصف الوجه الأيمن أو الأيسر أعراض مزعجة للمريض تسبب له الإحراج خوفاً من ظهور تلك التقلصات، تظهر الأعراض على الشكل الآتي:
- ارتجاف متكرر للعين (رفة) في أحد الجانبين
- تشنجات أثناء النوم توقظ المريض من نومه
- يعاني البعض من ضعف بالسمع وطنين بالأذن
- زيادة تقلصات الوجه في حال التعب أو التوتر أو الانفعال أو البكاء
- مع الزمن يشاهد تشنج بعضلات الوجه الأخرى (الوجنتين وحول الفم)
- في الحالات المتقدمة قد يحصل تشنج بالفك السفلي فيتجه الفك لأحد الجوانب

تشخيص تشنج الوجه النصفي
يتم تشخيص تشنج الوجه النصفي من خلال ملاحظة الحركات اللاإرادية في جانب واحد من الوجه أثناء الفحص السريري، ويطلب عادةً الطبيب تصوير الرنين المغناطيسي (MRI) لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى مثل الأورام أو التشوهات البنيوية أو أمراض مثل التصلب المتعدد، ولكن في بعض الحالات، قد يلجأ الطبيب إلى حقن مادة ظليلة لتصوير الأوعية الدموية الشاذة التي قد تضغط على العصب الوجهي، وفي المجمل، يعتمد التشخيص بشكل رئيسي على العلامات السريرية والفحوصات التصويرية المساعدة.
علاج تشنج الوجه النصفي بشكل نهائي
طرق العلاج تختلف حسب شدة الأعراض ودرجة الاستجابة نذكر منها:
العلاج الدوائي
في حال الأعراض الخفيفة يمكن اللجوء للأدوية المضادة للاختلاج (الكاربامازيبين، كلونازيبام)، تعمل هذه الادوية على اعتراض الإشارات العصبية التي تسبب التشنجات اللاإرادية.
حقن البوتيلينوم (البوتوكس)
يعتبر العلاج الأكثر فعالية في أغلب الأحيان، ويتم عبر حقن جرعات خفيفة من البوتيلينوم حول العضلات المصابة بالتشنج اللاإرادي، حيث يعمل البوتيلينيوم على إضعاف الحركة للعضلات المحقونة ومنع حدوث التشنجات، ويجب إعادة حقن البوتوكس عند معظم المرضى مرة كل 3-6 أشهر. قد تترافق حقنة البوتيلنيوم مع اضطرابات عضلية وتعب ودوار وحمى، ومن الممكن أن يشاهد طفح جلدي وجفاف بالفم وقد تحدث بشكل نادر أعراض خطيرة في حال زيادة الجرعة.

جراحة تخفيف ضغط الأوعية الدقيقة
في حال وجود أوعية دموية ضاغطة على العصب الوجهي يمكن أن يتم اللجوء للجراحة، حيث يقوم طبيب الجراحة العصبية بعمل فتحة بالجمجمة وكشف العصب الوجهي في نقطة خروجه من جذع الدماغ، ومن ثم يتم تحديد الأوعية الدموية الملامسة للعصب ثم يضع الجراح لوحة معدنية صغيرة تفصل الوعاء الدموي عن العصب الوجهي.

ما هي نتائج العمل الجراحي؟
عادةً ما تحقق هذه الجراحة نتائج ممتازة ومرضية للمرضى، حيث يغادر معظمهم المستشفى خلال يومين إلى ثلاثة أيام بعد العملية، وإنّه عند إجراء هذه الجراحة بكفاءة من قبل جراح متمرس، فإنه تختفي الأعراض بشكل فوري بعد التدخل الجراحي.
مخاطر العمل الجراحي
لا يوجد عمل جراحي خالي تماماً من المخاطر، فقد أبلغ بعض المصابين عن ضعف مؤقت في عضلات الوجه بعد الجراحة وتم تسجيل حالات نادرة لضعفٍ بالسمع.
الوقاية من تشنج الوجه النصفي
للأسف لا توجد طرق وقائية محددة لمنع حدوث تشنج الوجه النصفي، إذ أن أسبابه غالباً ما تكون غير معروفة بدقة، ولكن مع ذلك، فإنه يُنصح بالتحكم في عوامل التوتر والقلق التي قد تساهم في تفاقم الأعراض، كما أن تجنب التعرض المفاجئ للهواء البارد أو تيارات الهواء القوية قد يساعد في تقليل احتمالية تحفيز النوبات، كما ويُوصى أيضاً بالمتابعة الدورية مع الطبيب عند ملاحظة أي أعراض أولية مثل ارتعاش الجفن، ولكن في النهاية يبقى التشخيص المبكر والعلاج الفوري من أفضل السبل للسيطرة على هذه الحالة.
أمراض شبيهة بتشنج الوجه النصفي
يوجد أمراض أخرى تتظاهر بأعراض شبيهة لحدٍ ما بمرض تشنج الوجه النصفي facial Spasm مثل:
- شلل العصب الوجهي أو المعروف باسم شلل بيل العصبي
- الأورام التي تصيب الرأس والرقبة حميدة كانت أم خبيثة
- حالة التهاب العصب المحرك العيني (تلف العصب الثالث)
- مرض يعرف باسم تشنج الجفن Blepharospasm، من المهم التمييز بين المرضين حيث يصيب تشنج الجفن عادة عضلات صغيرة حول الجفون فقط بينما يمكن أن يصيب تشنج الوجه النصفي عدة عضلات في الوجه.
ختاماً، يُعد تشنج الوجه النصفي من الحالات التي يمكن التعامل معها بنجاح عند التشخيص الصحيح والعلاج المبكر. في مركز بيمارستان الطبي، نقدم رعاية متكاملة تشمل أحدث التقنيات التشخيصية والعلاجية لضمان أفضل النتائج للمرضى. مع فريقنا من الأخصائيين ذوي الخبرة، نضمن لك رحلة علاجية مريحة ونتائج مُرضية تعيد لك جودة الحياة التي تستحقها.
المصادر:
- National Institute of Neurological Disorders and Stroke. (2022). Hemifacial spasm information page
- American Association of Neurological Surgeons. (2020). Hemifacial spasm.