.floating_btn{ display:none !important; } .println-contact-form-button-element{ display:none !important; }
يُعد التهاب اللوزتين عند الأطفال من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً، إذ يُلاحظ بشكل متكرر خاصة في سنوات العمر الأولى وحتى سن الدراسة. ويعود ذلك إلى سهولة انتقال العدوى بينهم نتيجة الاختلاط المباشر في المدارس ودور الحضانة. وعلى الرغم من أن التهاب اللوزتين غالباً ما يكون حالة بسيطة وعابرة، إلا أنه يظل سبباً متكرراً لمراجعة الطبيب عند الأطفال حول العالم.
تعرفة عن اللوزتان
اللوزتان هما عقدتان من الأنسجة اللمفاوية تقعان في الجزء الخلفي من الحلق على جانبي الفم، وهما جزء من جهاز المناعة المسؤول عن الدفاع عن الجسم ضد الأحياء الدقيقة التي تدخل عن طريق الفم أو الأنف وتسبب التهاباً في كامل الجسم.
في بعض الأحيان تصاب لوزتا الطفل بإحدى الإنتانات البكتيرية أو الفيروسية وتسبب فيهما الالتهاب. وبما أن وظيفة اللوزتين المناعية تتراجع مع التقدم بالعمر حتى تزول تماماً يكون حدوث التهاب اللوزتين عند الأطفال أشيع من التهاب اللوزتين عند الكبار.

ما هو التهاب اللوزتين عند الأطفال؟
إن التهاب اللوزتين عند الأطفال من الأمراض الشائعة وتكثر بعمر 5-15 سنة، ولابد أن يصاب بها الطفل مرة واحدة على الأقل كما عبرت مقالة نشرتها الأكادمية الأمريكية لطب الأنف-أذن-حنجرة. يحدث التهاب اللوزتين عادة بشكل فجائي ويعرف عندها بالتهاب اللوزتين الحاد، بعض الأطفال يعانون من هجمات متكررة من التهاب لوزتين حاد، بينما يعاني آخرون من التهاب مستمر في اللوزتين يعرف بالتهاب اللوزتين المزمن.
عادةً ما يحدث التهاب اللوزتين عند الصغار عندما يُصاب الطفل بنزلة برد مترافقة مع سعال وسيلان أنف، وقد تؤدي الحمى الغدية (بفيروس إبشتاين-بار) عند المراهقين إلى التهاب لوزتين شديد.
أسباب التهاب اللوزتين عند الأطفال
معظم حالات التهاب اللوزتين عند الأطفال ناتجة عن الإصابة بالفيروسات الشائعة في فصل الشتاء؛ حيث تقدر نسبة حدوث التهاب اللوزتين من منشأ فيروسي بحوالي 70% من جميع مرضى التهاب اللّوز، تتضمن اسباب التهاب اللوزتين المتكرر عند الأطفال الإصابة بإحدى الفيروسات التالية:
- الفيروسات الغدية
- فيروسات الإنفلونزا
- فيروسات نظيرة الإنفلونزا
- الفيروسات المعوية
- فيروس إبشتاين-بار الذي يسبب داء وحيدات النوى الخمجي
- فيروس الحلأ البسيط
- الفيروس المضخم للخلايا CMV
- فيروس الحماق
بينما تتضمن مسببات التهاب اللوزتين عند الأطفال البكتيري الجراثيم العقدية المقيحة (من النمط A). وتجدر الإشارة إلى أنه في حال ترك التهاب اللوزتين الجرثومي بدون معالجة قد يؤدي إلى اختلاطات شديدة على الطفل كالحمى القرمزية والتهاب الأذن الوسطى والحمى الرثوية. في حين أن الفيروسات تسبب حالات أكثر من التهاب اللوزتين عند الأطفال (لا تصيب الأطفال دون عمر الثلاث سنوات بشكل شائع) وخصوصا في فصل الشتاء، فإن البكتريا تؤدي إلى حالة شديدة من التهاب اللوزتين للطفل تتطلب عناية خاصة، وذلك لأن التهاب اللوزتين الجرثومي يترافق بأعراض أكثر خطورة على صحة الطفل.
يعتبر التهاب اللوزتين عند الأطفال مرضاً غير معدٍ بحد ذاته، وإنما تكون البكتيريا والفيروسات المسببة للالتهاب معدية؛ حيث إن قطيرات السعال الرطبة على سبيل مثال تحمل بكتيريا أو فيروسات تسبّب عدوى للأطفال الآخرين. لذا يجب أن تمنع طفلك من الذهاب إلى المدرسة خلال فترة إصابته بهذا المرض حتى لا يكون السبب في نشر العدوى لزملائه.

اقرأ عن: عملية استئصال اللوزتين؛ لمن تجرى وما هي فوائدها؟
أعراض التهاب اللوزتين عند الأطفال
تتشابه الاعراض عموماً مع اعراض التهاب اللوزتين للكبار؛ حيث يعاني الطفل المصاب بهذا النوع من الأمراض من التهاب الحلق بشكلٍ أساسي مترافق بأي من الأعراض التالية:
- إحرار وتورم اللوزتين
- بقع على اللوزتين بلون أبيض أو أصفر
- صعوبة في البلع
- السعال يكون مميز للالتهاب الفيروسي
- صعوبة بالتنفس وسيلان بالأأنف
- تعب وارتفاع درجة الحرارة
- ضخامة العقد اللمفاوية
- صداع وألم في الأذن
- ألم في المعدة أو غثيان وإقياء
وقد يعاني الطفل أيضاً من طفح جلدي اعتماداً على نوع العامل المسبب، على كل حال تتحسن هذه الأعراض غالباً بعد بضعة أيام وتزول خلال أسبوع.
اقرأ عن: عملية لحمية الأنف: كل ما تريد معرفته عنها

ما هي مضاعفات التهاب اللوزتين عند الأطفال؟
يمكن أن يسبب تهيج أو تورم اللوزتين الناتج عن التهاب اللوزتين عند الأطفال مضاعفات مختلفة، خاصة في حالات الالتهاب المزمن، مثل:
- خراج حول اللوزة (Peritonsillar abscess): يحدث بسبب تجمع القيح خلف اللوزة.
- اضطراب التنفس أثناء النوم
- عدوى تنتشر بعمق في الأنسجة المجاورة، وتسمى التهاب اللوزة الخلوي
إذا كان التهاب اللوزتين ناجمًا عن العقديات المجموعة A أو سلالات أخرى من العقديات، فيجب معالجته بالصادات الحيوية. عدم العلاج أو عدم إكمال العلاج يزيد خطر حدوث اضطرابات نادرة مثل:
- الحمى الروماتيزمية (الرثوية): وهي حالة خطيرة قد تؤثر في القلب والمفاصل والجهاز العصبي والجلد.
- الحمى القرمزية: وهي عدوى بالعقديات تتميز بظهور طفح جلدي كعرض رئيسي.
- التهاب الكلى التالي للعقديات: يتمثل بتورم وتهيج الكلى.
- التهاب المفاصل الارتكاسي التالي للعقديات: حيث يتمثل بتورم وتهيج المفاصل.
عوامل الخطر
تشمل عوامل الخطر للإصابة بالتهاب اللوزتين عند الأطفال ما يلي:
- العمر الصغير: يعد التهاب اللوزتين عند الأطفال أكثر شيوعاً من الكبار، ويكون الالتهاب الناتج عن الجراثيم البكتيرية أكثر شيوعاً في الفئة العمرية بين 5 و15 سنة.
- التعرض للجراثيم: غالباً ما يكون الأطفال في سن المدرسة على تماس مباشر مع غيرهم من الأطفال، مما يزيد من فرص تعرضهم للفيروسات أو البكتيريا المسببة لالتهاب اللوزتين.
تشخيص التهاب اللوزتين المزمن عند الأطفال
سيقوم الدكتور بطرح بعض الأسئلة على الطفل والأهل حول الأعراض المزعجة التي يعاني منها، بعدها يقوم بفحص سريري، يتضمن التشخيص أيضاً ما يلي:
- الاختبارات الدموية: للكشف عن الإصابة بإنتانات معينة مثل الإنتان بفيروس ابشتاين-بار (داء وحيدات النوى الخمجي أو الحمى الغدية).
- اختبار العقديات السريع: للكشف عن حدوث إلتهاب اللوزتين بالمكورات العقدية خلال دقائق وتجنب الاختلاطات.
- اختبارات الزرع والتحسس: حيث يقوم الطبيب بأخذ مسحة من اللوزتين والحلق للتأكد من حدوث الإصابة بالجراثيم العقدية واختيار المضاد الحيوي المناسب لعلاجها، إلا أن ظهور النتيجة يستغرق عدة أيام.
اقرأ عن: التهاب اللوزتين: الأسباب، الأعراض، وطرق العلاج الفعّالة
كيفية علاج التهاب اللوزين المزمن عند الأطفال
يعتمد علاج التهاب اللوز عند الأطفال على الأعراض ونوع العامل المسبب والصحة العامة وشدة الإلتهاب، فقد تكون الإجراءات المنزلية البسيطة كافية من أجل علاج تضخم اللوز عند الأطفال، وقد يحتاج الطفل لأخذ مضادات حيوية أو إجراء عملية جراحية لاستئصال اللوزتين، تحدث مع طبيبك للحصول على أفضل علاجٍ ممكن.
علاج التهاب اللوزتين المزمن عند الأطفال في المنزل
غالباً ما يكون التهاب اللوزتين عند الطفل خفيفاً ويزول تلقائياً في التهاب اللوزتين الفيروسي، ولا تنفع الصادات الحيوية في هذه الحالة، وإنما تتحسن الأعراض بقيام الأب أو الأم ببعض الطرق البسيطة في المنزل مثل:
- تأكد من جعل طفلك ينال قسطاً كافياً من الراحة
- شجعه على شرب المزيد من الماء أو السوائل الأخرى مثل الزنجبيل أو الشاي بالزنجبيل لتجنب التجفاف
- يفضل تناول الطعام الطري الذي يسهل بلعه
- الغرغرة بالماء المالح مفيدة جداً
- يمكن استخدام حبات مص طبية خاصة للحلق
- أدوية خفض الحرارة وتسكين الألم مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، قد يصف الطبيب أدوية أخرى إذا كان الألم شديداً
يجب على الطفل أن يبقى في المنزل ريثما تذهب الحمى ويصبح قادراً على البلع من جديد لكي لا يسبب عدوى للأطفال الآخرين، قد يستغرق ذلك 3-4 أيام. أما في التهاب اللوزتين الجرثومي فيكون علاج التهاب اللوز عند الأطفال وارتفاع الحرارة بالمضادات الحيوية بشكلٍ أساسي لتجنب حدوث اختلاطات مثل الحمى الرثوية.
تتضمن أشهر المضادات الحيوية لمعالجة التهاب اللوزتين للاطفال البنسلينات والسيفالوسبورينات والماكروليدات والكليندامايسين، راجع طبيبك لمعرفة أفضل مضاد حيوي لعلاج التهاب اللوزتين لطفلك.
اقرأ عن: التهاب الحبال الصوتية: الأسباب وطريقة العلاج
علاج التهاب اللوزيتن الدوائي
العلاجات الدوائية لالتهاب اللوزتين عند الصغار تشمل الصادات الحيوية التي تستهدف الجراثيم المسببة تستخدم الصادات إذا كان السبب عدوى بكتيرية مثل العقديات، حيث تساعد على تسريع الشفاء ومنع المضاعفات. من أهم الصادات المستخدمة البنسلين، حيث يعتبر افضل مضاد حيوي لعلاج التهاب اللوزتين عند الصغار الذي سببته الجراثيم العقدية من النمط A. كما يمكن اللجوء في بعض الحالات إلى السيفالوسبورينات مثل السيفالكسين، كما يتم استخدام الماكروليدات مثل الأزيثروميسين أو الكلارثروميسين عند المرضى الذين لديهم تحسس من البنسيلين.
يجب التنبيه إلى ضرورة تناول المضاد الحيوي بجرعته الكاملة التي وصفها الطبيب (لمدة 10 أيام بالنسبة للبنسلين) حتى إذا حصل الشفاء وزالت الاعراض قبل انتهاء الموعد المحدد. إن عدم تناول الأدوية كما يجب قد يؤدي إلى تفاقم الوضع وعودة الإنتان وانتشاره إلى أماكن أخرى من الجسم وجعل الجراثيم أكثر مقاومة على المضادات الحيوية.
علاج التهاب اللوزتين المزمن عند الأطفال جراحياً
لم يعد استئصال اللوزتين عند الأطفال لعلاج ألم الحلق شائعاً كما في السابق بناء على الدراسات الحديثة، حيث لا تستأصل اللوزتين عند كل طفل مصاب بالتهاب اللوز بلا مبالاة، بل يتم اتباع معايير خاصة لتقرير فيما إذا كان الطفل مناسباً للعملية أم لا، تتضمن هذه المعايير الاحتمالات الثلاثة التالية:
- إصابة الطفل بسبع هجمات على الأقل من التهاب اللوزتين خلال السنة المنصرمة
- إصابة الطفل بخمس هجمات في السنة على الأقل خلال سنتين متتاليتين
- إصابة الطفل بثلاث هجمات في السنة على الأقل خلال ثلاث سنين متتالية
إذا أصيب الطفل بواحدة مما سبق وترافق التهاب اللوزتين مع أعراض مثل (حمى – إفرازات من اللوزتين – إيجابية اختبار العقديات…) يتم وضع عملية استئصال اللوزتين بعين الاعتبار، يمكن أيضاً اللجوء إلى الجراحة في ظروف خاصة.
علاج التهاب اللوزتين المزمن عند الأطفال جراحياً يعتبر خيارًا شائعًا للكثير من الأسر نظرًا للتقدم الكبير في المجال الطبي وجودة الرعاية الصحية في البلاد. التهاب اللوزتين المزمن يمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة حياة الطفل، والجراحة (استئصال اللوزتين) تعد أحد الحلول الفعالة لهذا المشكلة.
عملية استئصال اللوزتين:
تتم عملية استئصال اللوزتين تحت التخدير العام وتستغرق عادة من 30 دقيقة إلى ساعة واحدة. يتم خلالها إزالة اللوزتين من خلال الفم باستخدام أدوات جراحية خاصة أو تقنية الليزر.
نصائح للآباء قبل الجراحة:
- استشارة الطبيب: تأكد من استشارة طبيب متخصص لتقييم حالة الطفل وتحديد ما إذا كانت الجراحة هي الحل الأنسب.
- التحضيرات ما قبل الجراحة: اتبع تعليمات الطبيب بشأن التحضيرات اللازمة قبل الجراحة، مثل الصيام.
- العناية بعد الجراحة: بعد الجراحة، يحتاج الطفل إلى فترة من الراحة وتناول الأطعمة اللينة والمشروبات الباردة لتخفيف الألم وتسريع عملية التعافي.

أخيرا، يمكن القول إن التهاب اللوزتين عند الأطفال يُعد من الحالات الشائعة التي قد تتكرر خلال مراحل الطفولة، وغالباً ما تكون بسيطة وقابلة للعلاج. لكن في بعض الحالات قد تستدعي المتابعة الطبية لتجنّب المضاعفات المحتملة. لذلك، يُنصح الأهل بمراجعة المراكز الطبية الموثوقة عند الحاجة، مثل مركز بيمارستان الطبي، حيث تتوفر الرعاية المتخصصة والتشخيص الدقيق لضمان صحة أطفالكم.
المصادر:
- Nemours KidsHealth. (n.d.). Tonsillitis. Nemours
- The Royal Children’s Hospital Melbourne. (2025, July). Tonsillitis. Kids Health Info