فرط التعرق مشكلة يعاني منها الكثير من الناس، يمكن القول أن قطع العصب السمبثاوي بالمنظار في تركيا هي الملاذ الأخير عندما تفشل الطرق الأخرى في علاج فرط التعرق.
يعد إنتاج العرق مفيداً للإنسان حتى يتمكن من تعديل درجة الحرارة جلده في الطقس الحار عن طريق التبخر. ومع ذلك، قد يكون التعرق الشديد مزعجاً بسبب الرائحة الكريهة المنبعثة منه، فكيف إذا كان هذا التعرق يحدث دون إجهاد جسدي؟!
يمكن ملاحظة فرط التعرق أكثر في الإبطين وراحة اليدين والقدمين بشكل خاص لدى بعض الأشخاص، وقد يكون عاماً في جميع مناطق الجسم. إذا كان إفراز العرق على اليدين والإبطين أو الوجه والرأس قوياً جداً فيمكن عندئذٍ التفكير بعلاج فرط التعرق بفصل الجهاز العصبي الودي. سنتعرف في هذا المقال على مزايا ومساوئ هذا الإجراء وطريقة إجرائه في تركيا.
الخطوة الأولى نحو علاج فرط التعرق
عندما يقرر المريض علاج فرط التعرق لديه يقوم الطبيب بالاستماع إلى معاناته ويطرح بعض الأسئلة عليه ثم يفحصه جسدياً، بعد ذلك يقوم بقياس شدة التعرق للتأكد من أن المريض يتعرق بشكل أكبر من الطبيعي وتحديد فيما إذا كان المريض حقاً بحاجة إلى تدخل طبي وعلاج.
قد يطلب الطبيب إجراء مزيد من الفحوصات قبل العملية مثل التحاليل الدموية. يجب أن يستمر الطبيب في اجراءات كشف سبب التعرق المفرط لأن الأمراض الخطيرة مثل الأورام يمكن أن تكون هي سبب فرط التعرق الشديد (التعرق الثانوي) في بعض الأحيان.
ومع ذلك، في كثير من الحالات لا يمكن تحديد سبب زيادة التعرق بدقة؛ فربما يستمر التعرق الزائد أو يشتد بسبب عوامل الإجهاد أو النشاط البدني، أو يمكن أن تتضافر عدة عوامل في زيادة إفراز العرق واستمراره مثل:
- الاضطرابات النفسية
- التأثيرات الجانبية للأدوية
- عدم انتظام الهرمونات
- نقص سكر الدم
- الأورام
قد يكون من المعقول في البداية التفكير بعلاج فرط التعرق طبيعياً كخطوة أولى؛ وهذا يشمل التوقف عن التدخين وشرب كميات أقل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين،يمكن أيضاً استخدام مضادات التعرق لتقليل إفراز العرق. إذا لم تساعد هذه الخيارات البسيطة في علاج المشكلة، فيمكن أن نلجأ إلى أحد أشكال العلاج الخاصة لمكافحة التعرق المفرط.
بالإضافة إلى جراحة قطع الودي عبر الصدر هناك طرق علاج أخرى؛ تؤكد الدراسات على فعالية حقن توكسين البوتولينوم (البوتوكس) في كبح تأثير الأعصاب الودية على الغدد العرقية مما يؤدي إلى علاج فرط التعرق تحت الإبط خاصة.
في بعض الحالات، يساعد التحفيز الكهربائي الخاص في حمام مائي (فصل الأيونات) بتحسين الحالة إذا كانت اليدين أو القدمين تفرزان الكثير من العرق. إذا كان فرط التعرق عند الإبطين فقط، يمكن التفكير بإزالة الغدد العرقية عن طريق الشفط كإحدى الوسائل العلاجية.
إذا لم تنجح الإجراءات العامة في علاج التعرق المفرط، يجب التفكير بإجراء عملية قطع العصب السمبثاوي كعلاج نهائي لفرط التعرق.
عملية قطع العصب السمبثاوي بالمنظار
مبدأ عملية Endoscopic Thoracic Sympathectomy (ETS) هو فصل الجهاز العصبي الودي الصدري المسؤول عن فرط التعرق على اليدين والإبطين. بعد تطور تقنيات المناظير تم إدخالها في كثير من العمليات الجراحية في تركيا حتى أصبح من الممكن قطع السلسلة الودية (العصب السمبثاوي) في القفص الصدري عبر المنظار من خلال شقوق جراحية صغيرة.
يُستخدم فصل الجهاز العصبي الودي في حالة فرط التعرق على اليدين والإبطين، ومن الممكن أيضاً استخدامه مع زيادة التعرق على القدمين (بسبب انفصال الأعصاب في منطقة العمود الفقري القطني)، ولكن في الوقت الحاضر لا تُجرى العملية على القدمين كثيراً بسبب خطر فقدان الوظيفة الجنسية.
يمكن ربط الحبل العصبي الودي في الجانب الأيمن أو الأيسر أو في كلا الجانبين حسب المنطقة المصابة، تتطلب الغالبية العظمى من الحالات إجراء العملية على كلا الجانبين. بعد النظر في حالة المريض قد يقرر الطبيب إجراء العمليتين في وقت واحد أو يجري العملية على جانب واحد فقط ثم يجري العملية الثانية في موعد آخر يحدد لاحقاً.
تشير الدراسات إلى أن قطع العصب السمبثاوي عادة ما تكون ناجحة في علاج فرط التعرق الشديد إلا أنها تنطوي على مخاطر معينة، ومع ذلك فإن هذه المخاطر لم تنقص من رضا المرضى بعد العملية.
قد يختلف سعر علاج فرط التعرق عبر خزع الودي تبعاً لحالة المريض ونوعية التقنية المستخدمة في علاج التعرق الزائد. على العموم، تبدأ تكلفة عملية قطع العصب السمبثاوي بالمنظار ETS في تركيا من 3 آلاف دولار أمريكي، بينما تبدأ تكلفة العملية في أوربا وأمريكا من 7 آلاف دولار أمريكي وقد تصل إلى أكثر من ذلك بكثير.
كيفية قطع العصب الودي الصدري بالمنظار
تُجرى عملية فصل الجهاز الودي تحت التخدير العام وبالتالي ستكون نائماً خلال العملية ولن تشعر بأي ألم.
- يتم فتح جروح صغيرة في الجلد في عدة أماكن من جدار الصدر لإدخال منظار الصدر المزوّد بكاميرا فيديو دقيقة وأدوات جراحية بين الأضلاع.
- يتم توسيع التجويف بين الرئتين وجدار الصدر لإعطاء رؤية أفضل لمنطقة العملية بمساعدة غاز ثاني أكسيد الكربون.
- يقوم الجراح بتوجيه الأدوات الجراحية بمساعدة المنظار حتى يصل إلى العصب السمبثاوي على الجدار الخلفي للصدر فيقوم بربطه أو تخريبه بالمخثر الحراري أو قطعه أو إزالته جزئياً.
- يُمتص الغاز من داخل الصدر في نهاية العملية بحيث تعود الرئتان إلى الحجم الطبيعي – يمكن استعمال أنابيب الصرف لإزالة أي هواء لا يزال موجوداً.
- بعد سحب الأدوات الجراحية تتم خياطة الشقوق الصغيرة.
في حال وجود نتائج أو مضاعفات غير متوقعة قد يكون من الضروري تعديل الطريقة أو التحول من الجراحة التنظيرية إلى الجراحة المفتوحة.
تستغرق العملية من ساعة إلى ساعتين وغالباً ما يعود المريض إلى منزله في نفس اليوم بعد العملية، أو في اليوم التالي على أكثر تقدير. قد تحتاج إلى الإقامة في تركيا 3-4 أيام ريثما تجري العملية وتصبح قادراً على السفر والعودة إلى موطنك الأصلي.
ما بعد عملية العصب السمبثاوي
تتميز تقنية المنظار بكونها طفيفة التوغل لذلك فإن الألم بعد العملية سيكون طفيفاً بالمقارنة مع الجراحة المفتوحة، كما أن الندبات ستكون صغيرة وغير ظاهرة والتعافي سيكون أسرع. مع ذلك، قد تشعر بانزعاج في صدرك في الأيام الثلاث الأولى بعد العملية.
ستصبح قادراً على الاستحمام في اليوم التالي من العملية، لكنك ستحتاج إلى الراحة بضعة أيام أو أسبوع حتى تتمكن من العودة إلى العمل وممارسة كافة نشاطاتك اليومية بشكل طبيعي.
قد تختلف مدة الشفاء من شخص لآخر بحسب حالته الصحية؛ فمرضى السكري والمدخنون مثلاً يستغرقون وقتاً أطول للتخلص من آثار العملية.
بعد إجراء العملية في تركيا سيرافقك مركز بيمارستان الطبي خطوة بخطوة وسيبقى على تواصل معك حتى الوصول إلى الشفاء والعودة إلى الحياة العملية بشكل طبيعي، بإمكانك التواصل معنا على مدار 24 ساعة للاستفسار عن أي أمر متعلق بالجراحة وتوابعها بشكل مجاني.
أضرار قطع العصب السمبثاوي
في حال كان الجراح الذي يقوم بالعملية لا يمتلك الخبرة الكافية في استعمال المنظار فمن الممكن أن تحدث المضاعفات التالية:
- الحساسية تجاه المخدر بدرجات متفاوتة من الشدة
- إنتان مكان العملية أو اضطراب في التئام الجروح
- إصابة الهياكل أو الأعضاء التشريحية المحيطة أثناء العملية
- نزيف أساسي أو نزيف ثانوي وحدوث انصباب جنب
- تلف الأعصاب وحدوث اضطرابات حسية مؤقتة أو شلل
- انخفاض معدل ضربات القلب – ويمكن أن ينخفض ضغط الدم كذلك
- قد يشعر المريض بضيق في التنفس بعد العملية مباشرةً إذا بقي الهواء في تجويف الصدر (استرواح الصدر)
هناك اختلاطات أخرى لا تتعلق بخبرة الطبيب ولا يمكن التنبؤ بحدوثها مثل متلازمة هورنر التي تتميز بتدلي الجفن وتضيق حدقة العين وغياب التعرق من الوجه. على كل حال، هذه المتلازمة نادرة الحدوث عند علاج فرط التعرق في اليدين والإبطين وتكثر فقط عند أولئك الذين يجرون جراحة قطع الودي من أجل علاج زيادة التعرق في الوجه.
من الآثار الجانبية للعملية أيضاً ما يسمى بالتعرق التعويضي Compensatory Sweating؛ وهو حدوث فرط تعرق في مكان آخر من الجسم (منطقة الجذع مثلاً). لا يمكن للطبيب أن يتنبأ بمكان حدوث التعرق التعويضي أو شدته قبل العملية، لكن نسبة ضئيلة جداً من المرضى (حوالي 1%) يعانون من تعرق تعويضي شديد.
وفي الختام، يمكن القول أن فرط التعرق يعتبر مشكلة طبية قد تؤدي إلى مضاعفات جسدية ونفسية في حال عدم علاجها. قد يكون علاج فرط التعرق لدى بعض المرضى بسيطاً ولا يحتاج جراحة فنكتفي بالأدوية ومضادات التعرق، بينما يفضل البعض الآخر إجراء جراحة قطع الودي للتخلص من فرط تعرق اليدين والإبطين نهائياً.
نسعى دوماً لأن تكون جميع المعلومات في مقالاتنا دقيقة علمياً لذلك فهي تخضع للمراجعة من قبل أكثر من طبيب قبل نشرها، ومع ذلك فإن لكل مريض خصوصية معينة، وبالتالي قد يختلف أفضل علاج لفرط التعرق من مريض لآخر. يمكنك التواصل معنا في أي وقت بشكل مجاني لإطلاعنا على تفاصيل حالتك والتخطيط للعلاج في تركيا، سلامتك من أولى أولوياتنا.