.floating_btn{ display:none !important; } .println-contact-form-button-element{ display:none !important; }
يُعدّ التهاب اللوزتين للكبار حالة شائعة تُصيب ملايين الأشخاص حول العالم سنوياً، وتحدث نتيجة التهاب أو عدوى تصيب اللوزتين في الجزء الخلفي من الحلق. وعلى الرغم من أن هذه الحالة أكثر شيوعاً لدى الأطفال، إلا أن البالغين قد يُصابوا بها أيضاً، وغالباً ما تتسبب في شعور بالألم وصعوبة البلع، بالإضافة إلى الانزعاج العام الذي يؤثر على الحياة اليومية للمريض.
يُشير انتشار التهاب اللوزتين بين البالغين إلى أهمية التعرّف على أعراضه والعوامل التي تُهيّئ للإصابة به، مثل العدوى البكتيرية أو الفيروسية وضعف جهاز المناعة. كما أنّ معرفة طرق العلاج المناسبة، سواء بالعلاجات الدوائية أو في الحالات المزمنة بالإجراءات الطبية مثل استئصال اللوزتين، تُسهم في تقليل المضاعفات المحتملة وتحسين جودة الحياة للمصابين.
التهاب اللوزتين للكبار
اللوزتان هما غدتان لمفاويتان صغيرتان بيضويتا الشكل تتألفان من الأنسجة الرخوة لونهما وردي يمكن رؤيتهما في الحلق على الجانبين عند فتح الفم، وتعتبران جزءاً من الجهاز المناعي الذي يقوم بمكافحة الجراثيم والفيروسات لتجنب الإصابة بالإنتان.
يحدث التهاب اللوزتين tonsillitis عندما تصابان بإنتانات بكتيرية أو فيروسية فتتضخمان ويصبح لونهما أحمر، وفي أسوأ الاحتمالات قد ينشأ خراج بجوار اللوزة (الخراج حول اللوزة) قد يحتاج إلى تصريف جراحي.

تنتقل عدوى الجراثيم أو الفيروسات التي تسبب التهاب اللوزتين بسهولة من شخص لآخر، يعتمد علاج التهاب اللوزتين للكبار بشكل أساسي على العامل المسبب، لذلك فمن الضروري الحصول على تشخيص دقيق لنوع الإنتان.
يُلجأ إلى استئصال اللوزتين فقط عند الأشخاص الذين يصابون بالتهاب اللوزتين بشكل متكرر ولا يستجيبون على العلاجات الأخرى أو الذين تحدث لديهم اختلاطات خطيرة.
متى يكون التهاب اللوزتين خطير؟
قد يصبح التهاب اللوزتين خطيرًا عند الكبار إذا ترافق مع صعوبة في التنفس أو البلع، أو استمر ارتفاع الحرارة بشكل شديد، أو ظهر خراج حول اللوزة، كما تكمن خطورته أيضاً في مضاعفاته الجهازية مثل الحمى الروماتيزمية أو التهاب الكلى، لذلك فإن تكرار النوبات أو ظهور هذه العلامات يستدعي مراجعة الطبيب بشكل عاجل.
أسباب التهاب اللوزتين عند الكبار
تعتبر اللوزتان الخط الدفاعي الأول تجاه البكتيريا والفيروسات التي تنتقل فموياً مما يجعلها عرضة للعديد من الإنتانات والالتهابات، إلا أن وظيفة اللوزتين المناعية تتناقص بشكل كبير بعد البلوغ، وذلك يفسر شيوع التهاب اللوزتين عند الصغار بشكل أكبر.
يحدث التهاب الوزتين الفيروسي بشكل أكبر من التهاب اللوزتين البكتيري، حيث تحدث إصابة اللوزتين بالفيروسات بنسبة أكبر من البكتيريا.
هنالك عدة فيروسات ممكن أن تصيب اللوزتين ومنها:
- فيروس إبشتاين-بار
- فيروسات الإنفلونزا ونظيرة الإنفلونزا
- فيروسات الزكام الشائع
- الفيروسات الغدية
- فيروس الحلأ البسيط
- الفيروس المضخم للخلايا
- فيروس الحماق
يحدث التهاب اللوزتين الجرثومي بنسبة 15-30%، وأشيع الجراثيم المسببة هي الجراثيم العقدية المقيحة، غالباً ما تكون بداية الالتهابات الجرثومية فجائية أكثر وأعراضها أشد على الجسم من الإلتهابات الفيروسية، كما أن المرضى لا يعانون من السعال عادة كما في الالتهاب الفيروسي. من الأعراض التي ترجح الالتهاب الجرثومي أيضًا:
- ارتفاع درجة حرارة المريض
- تضخم العقد اللمفاوية في العنق
- وجود بقع بيضاء مليئة بالقيح على اللوزتين
- رائحة كريهة للفم
- عدم ترافقه مع السعال حيث إن السعال علامة ترجح الالتهاب الفيروسي
علماً أن التهاب اللوزتين للكبار يحدث نتيجة الإصابة بإحدى هذه الأحياء الدقيقة سواء الجراثيم أو الفيروسات معدٍ للغاية، أي ينتقل الالتهاب بسهولة من شخص لآخر، كما أن العدوى تكون في أشدها في المراحل المبكرة من المرض.
تعرف على: علاج التهاب اللوزتين المزمن عند الاطفال
ما هي أعراض التهاب اللوزتين؟
تختلف أعراض التهاب اللوزتين للكبار من شخص لآخر، ما يلي أهم الأعراض
- صعوبة في البلع وسعال
- تورم وإحمرار اللوزتين
- بقع بلون أبيض أو أصفر على اللوز
- تضخم العقد اللمفية في العنق وتيبس الرقبة
- الحمى والصداع ورائحة الفم الكريهة
- احتقان في الأنف
- آلام في الأذنين والمعدة

مضاعفات التهاب اللوزتين للكبار
مضاعفات التهاب اللوزتين عند الكبار يمكن أن تكون بسيطة أحياناً، لكن في بعض الحالات إذا لم يُعالج الالتهاب بشكل مناسب فقد يؤدي إلى مشاكل خطيرة. أهم المضاعفات المحتملة:
- خراج حول اللوزتين
- صعوبة التنفس
- الحمى الرثوية خاصةً في حال الإصابة بالعقيدات
- التهاب كبيبات الكلى خاصةً في حال الإصابة بالعقيدات
- التهاب الأذن الوسطى
- التهاب المفاصل الارتكاسي
يُعد الخراج حول اللوزتين أكثر مضاعفات التهاب اللوزتين شيوعاً عند البالغين، ويُعتبر حالة طبية طارئة، حيث يمكن أن يسبب خراج اللوزتين الأعراض التالية:
- ألم شديد في الحلق
- ارتفاع درجة حرارة المريض
- خفوت في الصوت
- سيلان لعاب
- صعوبة في فتح الفم
- قد تكون إحدى اللوزين أضخم من الأخرى
تشخيص التهاب اللوزتين للكبار
سيقوم الطبيب بأخذ التاريخ المرضي للمريض ويجري فحصاً سريرياً للبحث عن أي علامة قد تدل على نوع العامل المسبب، قد يأخذ الطّبيب مسحة من اللوزتين والحلق للحصول على عينة من المفرزات ويخطط للعلاج بحسب العامل المسبب، تتضمن الاختبارات التي يتم إجراؤها على العينة:
- اختبار العقديات السريع: يمكن لهذا الاختبار أن يكشف عن الجراثيم العقدية ,يتم بأخذ مسحة من الحلق ونتيجته خلال دقائق، إلا أنه قد يعطي نتائج سلبية كاذبة.
- اختبارات الزرع والتحسس: يتم زرع العينة في المختبر للكشف عن الجراثيم والمساعدة على اختيار افضل مضاد حيوي من أجل علاج التهاب اللوزتين للكبار، قد يستغرق الزرع يومين أو ثلاثة أيام للحصول على النتائج التي تعتبر أكثر دقة من الاختبار السابق.
- ASO: فحص دم يبحث عن الأجسام المضادة ضد جراثيم العقديات، ويُستخدم عادةً للتشخيص المتأخر أو لتأكيد حصول عدوى عقدية سابقة.
علاج التهاب اللوزتين للكبار
تختلف طريقة علاج تضخم اللوز الجرثومي عن طريقةِ علاج التهاب اللوزتين الفيروسي تماماً، لكن في جميع الأحول قد يكون من الضروري استئصال اللوزتين عندما تلتهبان بشكل متكرر وعندما يكون الالتهاب شديداً.
طرق علاج التهاب اللوزتين للكبار في المنزل
لا يوجد علاج محدد لالتهاب اللوزتين الفيروسي، وغالباً ما تكفي مجرد العناية المنزلية في المساعدة على علاج إلتهاب اللوزتين للكبار بدون جراحة، من الإجراءات التي ينصح القيام بها بالمنزل من أجل السيطرة على الإنتان وتخفيف الاعراض وتسريع وتيرة الشفاء:
- أخذ قسط من الراحة
- شرب كميات كافية من الماء أو السوائل
- تناول الأدوية المسكنة للألم كالباراسيتامول والإيبوبروفين
- الغرغرة بمحاليل ملحية
- تناول أطعمة وشرب سوائل دافئة مثل الشاي بالليمون
- مص أقراص طبية لترطيب الحلق أو تناول العسل
- تجنب بعض المهيجات مثل الأدوات المنظفة
- تجنب تدخين السجائر – تعرف المزيد حول تأثير التدخين على صحة الفم
اقرأ المزيد عن: تشنج عضلات الفك: أسبابه وتقنيات علاجه
علاج التهاب اللوزيتن الدوائي
العلاجات الدوائية لالتهاب اللوزتين للكبار تشمل الصادات الحيوية التي تستهدف الجراثيم المسببة وخاصة إذا كان السبب عدوى بكتيرية مثل العقديات، حيث تساعد على تسريع الشفاء ومنع المضاعفات. إضافةً إلى ذلك تُستخدم المسكنات وخافضات الحرارة مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم والحرارة وتحسين القدرة على البلع والراحة العامة.
من أهم الصادات المستخدمة البنسلين. حيث يعتبر افضل مضاد حيوي لعلاج التهاب اللوزتين للكبار الذي سببته الجراثيم العقدية من النمط A. كما يمكن اللجوء في بعض الحالات إلى السيفالوسبورينات مثل السيفالكسين، كما يتم استخدام الماكروليدات مثل الأزيثروميسين أو الكلارثروميسين عند المرضى الذين لديهم تحسس من البنسيلين.
يجب التنبيه إلى ضرورة تناول المضاد الحيوي بجرعته الكاملة التي وصفها الطبيب (لمدة 10 أيام بالنسبة للبنسلين) حتى إذا حصل الشفاء وزالت الاعراض قبل انتهاء الموعد المحدد. إن عدم تناول الأدوية كما يجب قد يؤدي إلى تفاقم الوضع وعودة الإنتان وانتشاره إلى أماكن أخرى من الجسم وجعل الجراثيم أكثر مقاومة على المضادات الحيوية.
طرق علاج التهاب اللوزتين للكبار جراحياً
في معظم الحالات يستغرق شفاء التهاب اللوزتين حوالي أسبوع، لكن في حالات أخرى يتطلب الشفاء أكثر من ذلك، قد يقرر الطبيب اجراء جراحة استئصال اللوزتين من أجل علاج التهاب اللوزتين للكبار في حال حدوث:
- 7 هجمات أو أكثر من التهاب اللوزتين المثبت مخبرياً خلال سنة واحدة
- 5 هجمات أو أكثر في السنة لسنتين متتاليتين
- 3 هجمات أو أكثر في السنة لثلاث سنوات متتالية
كما قد يتم اللجوء إلى جراحة استئصال اللوزتين عندما تكون حالة التهاب اللوزتين شديدة ومترافقة مع صعوبات تنفسية أو مع انقطاع النفس أثناء النوم أو عند نشوء خراج حول اللوزتين لم يتحسن على العلاج بالطرق التقليدية.
تتجلى وظيفة اللوزتين الأساسية بمقاومة الإنتانات، لكن يتم فقدان هذه الوظيفة عند الكبار مما يجعل استئصال اللوزتين يبدو كأنه افضل خيار لعلاج التهاب اللوزتين للكبار. بالإضافة إلى أنه يمكن تنفيذ عملية استئصال اللوزتين في العيادات الخارجية مما يعني أن المريض يمكنه العودة إلى منزله في نفس اليوم.
يتم إجراء عملية استئصال اللوزتين للصغار والكبار بنفس الطريقة إلا أن الشفاء بعد العملية سيستغرق وقتاً أطول مع التقدم بالعمر؛ قد يستغرق التئام الجرح بعد العملية أسبوعاً واحداً بالنسبة للأطفال، أما التئام جرح عملية اللوز للكبار فقد يتطلب الأمر حوالي أسبوعين حتى يصبح بإمكانهم العودة إلى العمل.

كيف يمكن الوقاية من التهاب اللوزتين؟
الوقاية من التهاب اللوزتين تتطلب اتباع بعض الإجراءات والعادات الصحية التي تساعد في تقليل خطر الإصابة. إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في الوقاية من التهاب اللوزتين:
- الحفاظ على النظافة الشخصية:
- اغسل يديك بانتظام بالماء والصابون، خاصة قبل تناول الطعام وبعد استخدام الحمام
- تجنب لمس الوجه (الفم، الأنف، والعينين) بأيدي غير نظيفة
- تجنب الاتصال المباشر مع المصابين:
- تجنب الاقتراب من الأشخاص المصابين بالتهاب اللوزتين أو أي عدوى تنفسية معدية
- لا تشارك الأواني والأدوات الشخصية مع الآخرين، خاصة إذا كانوا يعانون من أعراض مرضية
- الحفاظ على صحة الجهاز المناعي:
- تناول غذاء متوازن غني بالفيتامينات والمعادن، وخاصة فيتامين C
- احصل على قسط كافٍ من النوم والراحة
- مارس الرياضة بانتظام لتعزيز جهاز المناعة
- الابتعاد عن المهيجات:
- تجنب التدخين والتعرض لدخان السجائر والملوثات الجوية
- حاول تجنب البيئات المزدحمة والملوثة، خاصة خلال فترات انتشار الأمراض المعدية
- استخدام الأدوات الوقائية:
- استخدم المناديل الورقية عند السعال أو العطس، وتخلص منها فوراً
- ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند التواجد مع أشخاص مرضى
أخيراً، يُعدّ التهاب اللوزتين عند الكبار حالة شائعة يمكن السيطرة عليها بالعلاج المناسب، سواء بالأدوية لتخفيف الألم ومكافحة العدوى، أو بالإجراءات الطبية في الحالات المزمنة أو المتكررة. من المهم التعرّف على الأعراض المبكرة ومراجعة الطبيب عند الحاجة لتجنّب المضاعفات المحتملة وتحسين جودة الحياة.
يمكن للمرضى الاعتماد على مركز بيمارستان الطبي للحصول على تقييم دقيق، خطة علاجية متكاملة، ومتابعة مستمرة لضمان التعافي التام والوقاية من تكرار الالتهاب.
المصادر
- NHS. (n.d.). Tonsillitis
- Johns Hopkins Medicine. (n.d.). Tonsillitis
- MedlinePlus. (n.d.). Tonsillitis