تعتبر العناية بصحة الفم والأسنان من خلال الفحوصات المنتظمة للأسنان ونظافة الفم الجيدة ضرورة لمنع ليس فقط مشاكل الأسنان بل أمراض القلب والسكري أيضاً.
إن صحة الفم والأسنان dental health قد تؤثر على الصحة العامة للفرد ككل، تعد صحة الفم والأسنان نافذة على صحة الجسم العامة فقد تظهر بسبب آفات الفم أو مشاكل الفم الأخرى علامات نقص التغذية أو العدوى العامة بل وصولاً للأمراض الجهازية التي تؤثر على الجسم بالكامل.
العلاقة بين صحة الفم والأسنان وأمراض القلب والسكري وضعف العضلات
إذ تشير الأبحاث اليوم إلى أنه لصحة الفم والأسنان السيئة علاقة بحدوث الإصابة بالانزعاج الجسدي بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
كما تشير دراسة جديدة إلى أن تناقص عدد الاسنان المتبقية في الفم يزيد من خطر الضعف العام وفقدان العضلات sarcopenia ومرض السكري لدى كبار السن، فقد لوحظ أن وجود عدد أقل من الاسنان المتبقية وضعف القدرة على المضغ كانا مرتبطين بشكل كبير بقبضة اليد الأضعف كما ارتبطت قلة عدد الأسنان وضعف القدرة على المضغ بمرض السكري.
يتم التكهن بأن الأشخاص الذين يعانون من ضعف في المضغ أو لديهم أسنان أقل قد يكونون أكثر عرضة لحدوث مرض السكري نتيجة تناول المزيد من الأطعمة اللينة والغنية بالسكر وتناول وجبات طعام أقصر مما يتسبب في حدوث ارتفاع كبير ﻓﻲ مستويات السكر في الدم بعد تناول الطعام.
كما يتعلق ويرتبط فقدان الأسنان ارتباطاً وثيقاً بأمراض التهاب دواعم السّن و اللثة التي قد تلعب دوراً في حدوث مشكلة ضمور العضلات ومرض السكري نتيجة انخفاض حساسية الأنسولين وضعف تحمل الجلوكوز.
لماذا يجب عليك زرع الأسنان والتعويض عن الأسنان المفقودة؟
يمكن أن تساعد التحسينات في صحة الفم والأسنان وتعويض الأسنان المفقودة عن طريق استخدام الزرعات السنية أو أطقم الأسنَان أو الجسور والتيجان في تخفيف خطر فقدان الأسنَان المتبقية وبالتالي تقليل فرصة ظهور العديد من الأمراض.
وخاصة مع تطور الكثير من التقنيات ﻓﻲ طب الأسنان اليوم وإمكانية القيام بزرع الأسنَان في يوم واحد لم يعد التعويض عن الأسنَان أمراً صعباً.
ينصح كبار السّن بتناول الطعام ببطء أكثر و تنظيف أسنانهم جيدًا بعد الوجبات وتشديد نظافة و صحة الفم والاسنان.
خطة رعاية صحة الفم الخاصة بك
تعتمد صحة الفم والأسنان الجيدة على ما هو أكثر من مجرد تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون، للحفاظ على صحة الفم والأسنان وصحة الجسم ككل لأطول فترة ممكنة و الوقاية من المشاكل الصحية المرتبطة هناك خطوات ونصائح مختلفة للعناية يجب عليك اتباعها جيدًا، إليك أهم ما يجب أن تضعه بعين الاعتبار:
1. فهم احتياجات صحة الفم والأسنان الخاصة بك
تحدث مع طبيب أسنانك حول وجود أي مشكلة أو حالات خاصة بالفم لديك وأي طرق تؤثر بها حالتك الصحية العامة على صحة الفم والأسنان oral hygiene الخاصين بك، لأن على سبيل المثال يمكن أن تؤثر علاجات السرطان والحمل و أمراض القلب والسكري وأجهزة الأسنان مثل أطقم الأسنان والأطواق التقويمية على صحة الفم والأسنان وقد يتطلب ذلك تغييراً في طريقة عنايتك بصحة الفم والأسنان.
تأكد من أهمية إخبار طبيبك إذا حدث معك تغيير في صحتك العامة أو في أي أدوية تتناولها منذ زيارتك السنية الأخيرة.
2. تطوير ثم اتباع روتين يومي لصحة الفم
بناءً على المناقشات مع طبيبك حول كيفية مراعاة الظروف الصحية لديك قم بتطوير روتين نظافة وصحة للفم يسهل متابعته يوميًا، على سبيل المثال قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من حالات خاصة كالحمل ومرض السكري مثلاً إلى مراعاة تعليمات إضافية وربما طرق علاجات للحفاظ على نظافة وصحة الفم.
تأكد من فهم الرعاية الإضافية والعلاج المطلوب والتزم بالمهام الإضافية وادخلها في روتينك الصحي يوميًا.
3. استخدم علاج الفلورايد
استخدام الفلورايد مهم لدى الأطفال والبالغين معاً، حيث يقوي الفلورايد نمو الأسنان عند الأطفال ويساعد على حماية أسنان الأطفَال والبالغين والوقاية من تسوس الأسنان.
عادة ما يحتوي معجون الأسنان وغسول الفم وماء الصنبور على الفلورايد، ولكن قد لا تكون مستويات الفلوريد في ماء الصنبور عالية بما يكفي بدون مكملات لمنع تسوس الأسنان.
لذا حدد احتياجاتك من علاج الفلورايد الوقائي تحت إشراف طبيبك واسأله عما إذا كانت مكملات الفلورايد أو منتجات الفلوريد التي تصرف بوصفة طبية ضرورية بالنسبة لك.
4. استخدم الفرشاة والخيط والمضامض الفموية
اغسل أسنانك بواسطة معجون وفرشاة الأسنان مرتين يومياً صباحاً وقبل النوم، ونظف بخيط أو وسيلة تنظيف بين سنية مرة واحدة يومياً على الأقل، تؤكد الجمعية الأمريكية لطب الأسنان أهمية اختيار فرشاة ذات شعيرات ناعمة.
والأفضل من ذلك تفريش الأسنان بعد كل وجبة ووجبة خفيفة بنصف ساعة لإزالة اللويحة والبقايا الطعامية من الأسنان والتي إذا لم تتم إزالتها فإنها تتحد مع السكريات مما يؤدي لتكوين الأحماض التي تؤدي إلى تسوس أسنان الشخص، كما تصيب اللويحات البكتيرية أيضاً اللثة والفم والنسج الداعمة بالتهابات.
كما أن استعمال غسول فم مضاد للبكتيريا يقلل بكتيريا الفم التي تسبب البلاك وتعزيز التهاب اللثة، ويمكن أن يساعد غسول فم غني بالفلورايد في الوقاية من نخر الأسنان من خلال المضمضة لمدة دقيقتين يومياً.
الخيط أولاً أم فرشاة الأسنان؟
يقول بعض الخبراء أن الترتيب الذي يتم به استخدام الخيط والفرشاة والمعجون لا أهمية له بينما يشير آخرون إلى أن عملية التنظيف بخيط أولاً يساعد على تنظيف أكثر فعالية عن طريق إزالة الطعام العالق بين الأسنان.
عند التنظيف بفرشاة اجعل الفرشاة بزاوية 45 درجة مع مستوى خط اللثة ثم حرك الفرشاة ذهاباً وإياباً برفق مع عدم الضغط بقوة كبيرة ثم اشطف فمك بغسول الفم المضاد للبكتيريا للمساعدة في التخلص من أي بقايا من البلاك.
5. استبدل فرشاة أسنانك
لأن شعيرات فرشاة الأسنان تتآكل وتتسطح وتتباعد بمرور الوقت، للمساعدة في الحفاظ على ابتسامة مشرقة استبدل فرشاة الأسنان اليدوية كل ثلاثة أو أربعة أشهر أما بالنسبة لرؤوس فرش الأسنان الكهربائية اتبع إرشادات الشركة المصنعة، وفي حال إصابتك بالمرض حاول عدم استعمال نفس الفرشاة في بداية ونهاية مرضك لتجنب إيواء الجراثيم.
6. تناول نظام غذائي متوازن والحد من تناول الوجبات الخفيفة
تناول مجموعة متنوعة من الطعام الصحي وقلل من تناول أطعمة غير صحية كالتي تحتوي على السكريات والنشويات على سبيل المثال: البسكويت والكعك والفطائر والحلوى والآيس كريم والفواكه المجففة والزبيب والمشروبات الغازية ورقائق البطاطس.
تنتج هذه الأنواع معظم الأحماض في الفم والتي تبدئ عملية التسوس، لذا بعد تناولك وجبة خفيفة عليك العمل على تنظيف أسنانك أو مضغ علكة لا تحتوي السكر.
7. سيطر على الارتجاع المريئي الخاص بك
إذا كنت تعاني من ارتجاع الحمض فستحتاج إلى السيطرة عليه للمساعدة في الحفاظ على ميناء الأسنان و صحة الفم والأسنان.
تعد الأطعمة والمشروبات الشائعة التي تسبب الارتجاع: الشوكولا، الكحول، المشروبات الغنية بـ الكافيين مثل الصودا والقهوة والشاي، الثوم والبصل، الألبان، الطماطم، الحمضيات، النعناع، والمأكولات الحارة أو الدهنية أو المقلية.
8. تجنب جفاف الفم
يحتاج فمك إلى اللعاب للبقاء بصحة جيدة لكن مجموعة من مئات الأدوية مثل مضادات الاكتئاب وأدوية ارتفاع ضغط الدم ومضادات التحسس يمكن أن تؤدي لحدوث جفاف الفم وقلة اللعاب وبالتالي رائحة الفم الكريهة.
للمساعدة في تعزيز رطوبة فمك قم بزيادة تناول السوائل واسأل طبيبك عن أحد منتجات اللعاب الاصطناعية لمعالجة جفاف الفم أو امضغ علكة خالية من السكّر بعد الوجبات.
9. إذا كنت تستخدم منتجات التبغ، توقف!
يزيد تدخين السجائر و تعزز منتجات التبغ الأخرى من خطر الإِصابة بـ: سرطان الفم وسرطانات الحنجرة والبلعوم والمريء و الالتهابات اللثوية و تقرحات بالفم و رائحة الفم الكريهة وتلون الأسنان وغيرها من الأمراض داخل الفم ومشاكل صحية أخرى.
10. افحص فمك بانتظام
إبقَ على اطلاع بوضع فمك الصحي من خلال الفحص المتكرر، بهذه الطريقة ستكون قادراً على اكتشاف أي مشاكل في المراحل المبكرة وفحص هذه التغييرات من قبل طبيب أسنان والوقاية من الكثير من المشاكل.
تحرّى ظهور أي بقع أو آفات أو جروح أو تقرحات أو كتل بالفم على اللّثة أو اللسان أو باطن الخد أو الشفاه أو أرضية وسقف الفم، افحص الأسنَان بحثاً عن أي علامات تقشر أو كسور أو تغير في اللون أو تقلقل في أي منهم.
إذا شعرت بتغيير في العلاقة بين الفكين وعضتك أو شعرت بألم فاتصل بطبيب الأسنان في أسرع وقت ممكن، يعد فحص الفم أمراً مهماً بشكل خاص إذا كنت من مستخدمي التبغ لأنك تحت مرحلة خطر متزايد للإصابة بسرطان الفم.
11. قم بزيارة طبيب الأسنان بانتظام
يعتبر العديد من الناس أنهم بحاجة حجز موعد لزيارة العيادة السنية فقط إذا كانوا يعانون من الألم أو يعتقدون أن هناك شيئاً ما خطأ لكن زيارات العيادة بالشكل الدوري بدون وجود ألم يمكن أن تعزز من الحفاظ على صحة الفم والأسنان والكشف عن المشاكل المبكرة، تفيد التوصية المثالية بزيارة طبيبك مرّتين في السنة لإجراء الفحص الدوري الطبي والتنظيفات، تحدث مع طبيب أسنَانك عن عدد مرات الزيارة الأفضل لك.
إذا كنت تعاني من ألم اسنان لا تؤجل زيارة طبيب الأسنان، مع التطورات العديدة في طب الأسنان أصبح العمل على التشخيص والعلاج الطبي أكثر تطوراً وراحة من أي وقت مضى.
12. قم بتطوير شراكة مع طبيب الأسنان
لا تخف من سؤال طبيب أسنَانك عن مزيد من المعلومات إذا كنت لا تفهم العلاج أو الإجراء، يجب أن تكون قادراً على إجراء مناقشة حرة وصريحة مع طبيب الأسنان، فيما يلي بعض الأسئلة المتعلقة التي قد ترغب في طرحها:
- ما هي خيارات العلاج لحالة أسنان معينة؟
- كيف تختلف هذه الخيارات في التكلفة والمتانة؟
- هَل كل الخيارات تحل المشكلة؟ ما هي مزايا وعيوب كل خيار؟
- من علاجات الأسنان التي يوصى بها أيها أهم وضروري للغاية وأيها أقل إلحاحاً وما هو اختياري وما هو التجميلي؟
- ما هي عواقب تأخير العلاج؟
- كم تبلغ تكلفة العلاج؟
- متى يحين موعد السداد؟
- هَل لديك فهم واضح لجميع الرسوم وطرق وجداول الدفع؟
المصادر
- ADA
- PLOS ONE 1