حققت تركيا تقدماً كبيراً في استخدام التقنيات الجراحية البسيطة والروبوتية لإجراءات جراحة الأذن والأنف والحنجرة. حيث تتميز جراحة الأذن والأنف والحنجرة في تركيا بمعدلات نجاح عالية، ويرجع ذلك إلى التدريب والخبرة المكثفة للجراحين الأتراك، فضلاً عن استخدام التكنولوجيا والتقنيات المتطورة.
أصبحت المؤسسات الطبية التركية في طليعة تطبيق العلاجات والتقنيات المبتكرة في جراحة الأذن والأنف والحنجرة. ويشمل ذلك استخدام الإجراءات التنظيرية لجراحات الجيوب الأنفية وعلاجات الليزر المتقدمة لمختلف حالات جراحة الأذن والأنف والحنجرة.
تنتهج المراكز الطبية في تركيا ما يسمى بالنهج المرتكز على المريض، مما يضمن حصول المرضى على تشخيص جيد وإقامة مريحة طوال رحلة العلاج، يتضمن ذلك خطط رعاية شخصية واستشارات شاملة ومتابعة تفصيلية بعد إجراء جراحة الأذن والأنف والحنجرة.
أبرز عمليات جراحة الأذن والأنف والحنجرة في تركيا
تطورت عمليات جراحة الأذن والأنف والحنجرة في تركيا وتخصصت بحيث أصبح لكل جزء من هذه المنطقة جراحة خاصة ومتكاملة مع الأجزاء الأخرى وذلك بسبب العلاقة التشريحية بين منطقة الأذن ومنطقة الانف ومنطقة الحنجرة:
جراحات تصحيح الشم والأنف
- جراحة تجميل الأنف (Rhinoplasty): هناك أشكال متعددة لتشوهات الأنف الخارجية، التي في كثير من الأحيان تسبب للمريض مشاكل جمالية ووظيفية. من هذه الأشكل التبارز العظمي على ظهر الأنف، الأنف المنحرف، وذروة الأنف المعلقة. التكنيك الجراحي في هذا العمل إما أن يعتمد (المدخل المفتوح) حيت يتم هنا إجراء شق صغير على عُميد الأنف، ويلتئم دون أن يترك أثر، حيث يتم هنا كشف هيكل الأنف وإجراء التغيرات المطلوبة، أو يعتمد على ما يسمى (المدخل المغلق) حيث يتم هنا إجراء الشق الجراحي داخل الأنف، لاحقاً يكون هذا الشق غير مرئي، حيث يتم الكشف عن هيكل الأنف بشكل جزئي وإجراء التغيرات الضرورية.
- عملية انحراف الوتيرة (Septoplasty): يمكن إصلاح الخلل السابق وتقويم الحاجز الأنفي من خلال عمل جراحي تحت التخدير العام. يتم إجراء شق صغير عند مدخل الأنف (دهليز الأنف)، بحيث تكون الندبة غير مرئية، ثم يتم تسليخ مخاطية الأنف وصولاً إلى غضروف وعظم الحاجز الأنفي التي يتم تقويمها، ومن أجل الحصول على نتيجة مثالية للتنفس كثيراً مايتم في نفس الوقت إجراء تصغير لقرينات الأنف السفلية.
- جراحة الجيوب الأنفية الوظيفية بالمنظار (FESS): يجرى العمل الجراحي بواسطة المنظار، وهذه الجراحة تعتمد اليوم بشكل أساسي في علاج التهاب الجيوب كونها غير راضة، والجرح فقط داخل الأنف. يتم استخدام الدكة الأنفية لتجنب النزف بعد العمل الجراحي. تستخدم مراكز جراحة الأذن والأنف والحنجرة في تركيا الدكات الأنفية ذاتية الإمتصاص التي يتم ارتشافها من خلال مخاطية الأنف دون أن تترك أي أثر جانبي، ويسحب الجزء المتبقي من الدكة بعد يومين من خلال سحب المفرزات الأنفية، كل ذلك يتم دون الحاجة للتخدير. كما في عمليات الأنف الأخرى يتم العناية بالمخاطية الأنفية من خلال المراهم والتبخيرات الأنفية.
- جراحة إزالة السلائل الأنفية (Polypectomy): يتم فيها إزالة الزوائد اللحمية في الأنف التي قد تعيق التنفس أو تسبب فقدان الشم.
- استئصال الناميات (Adenoidectomy): يجرى العمل الجراحي تحت التخدير العام من خلال استخدام ما يعرف بفاتح الفم الذاتي. إن خطورة النزف بعد العمل الجراحي في عملية الناميات نادر جداً بحيث أنه بإمكان المريض مغادرة المشفى بنفس اليوم. كثيراً مايتم إجراء هذه العملية مع عملية خزع غشاء الطبل وزرع أنابيب التهوية بسبب الترابط التشريحي بينهما.
جراحات استئصال اللوزتين
يستطب استئصال اللوزتين عند الإصابة المتكررة بالتهاب اللوزات. تتراوح مدة العمل الجراحي بين 20 – 30 دقيقة، حيث يتم عملياً تقشير اللوزة من مسكنها واستئصالها، يعتبر النزف التالي لإستئصال اللوزات من أكثر الإختلاطات الجراحية شيوعاً لذلك يتم مراقبة المريض في المشفى لفترة تمتد إلى خمسة أيام بعد العمل الجراحي.
يتم أحياناً استئصال جزء من اللوزتين، في هذه الحالة فإن خطر النزف بعد العمل الجراحي أقل مقارنة مع استئصال اللوزات بشكل كامل، ويستطب استئصال اللوزات الجزئي عندما يعاني الطفل من ضخامة اللوزتين دون وجود حالة التهابية مرافقة.
جراحات إصلاح الأذن الوسطى
جراحات إصلاح الأذن الوسطى تهدف إلى تصحيح المشاكل في الأذن الوسطى لتحسين السمع وعلاج التهابات الأذن المزمنة. تشمل هذه الجراحات:
خزع غشاء الطبل وزرع أنابيب التهوية
إن ضخامة الناميات تضغط على نفير أوستاش مسببة سوء تهوية الأذن الوسطى وبالتالي تجمع السوائل المصلية والمخاطية خلف غشاء الطبل مؤدية في النهاية إلى سوء السمع عند الطفل.
أهم جزء في العلاج هو إزالة العامل المسبب الذي هو في هذه الحالة ضخامة الناميات الأنفية، وتتضمن الخطة العلاجية التخلص من السوائل المتجمعة خلف غشاء الطبل، حيث يجرى شق جراحي صغير في غشاء الطبل، وعادة مايشفى ويلتئم خلال ٥-٧ أيام. عند الحاجة لبقاء الشق مفتوح من أجل تهوية الأذن الوسطى لفترة أطول فإننا نقوم بوضع أنبوب التهوية المعروف بأنبوب التهوية الذهبي.
إن قرار وضع أنبوب التهوية يتم بحثه ومناقشته بشكل مفصل مع الأهل قبل العمل الجراحي.
عملية زراعة القوقعة
إن الأطفال والبالغين الذين يشكون من نقص سمع بشكل كبير والذين لم يستفيدوا من المساعدات السمعية التقليدية، قد يستفيدون بشكل كبير مما يعرف بزراعة القوقعة.
زرع القوقعة هو عملية زرع أداة الكترونية تقوم بعمل الخلايا السمعية المصابة في الأذن الباطنة. يقوم الميكروفون باستقبال الأمواج الصوتية محولاً إياها إلى نبضات كهربائية، هذه النبضات الكهربائية تنتقل إلى العصب السمعي الذي يجب أن يكون سليماً. هذا الانطباع الصوتي المتشكل يتم فهمه بشكل تدريجي من قبل المريض.
تحسين السمع بالسماعات الإلكترونية
إن المرضى المصابين بنقص سمع عالي الدرجة أو الصمم يعانون كثيراً في حياتهم اليومية، فكلما كانت شدة نقص السمع كبيرة كلما كان هناك صعوبة في إجراء المحادثة مع الأشخاص الآخرين.
بالنسبة للأطفال الذين يولدون مع صمم أو يصابون بالصمم في السنوات الأولى من العمر لا يمكنهم السمع دون المساعدات السمعية وبالتالي لا يستطيعون تعلم اللغة، مما يسبب لهم مشاكل اجتماعية ووظيفية.
لنقص السمع أسباب كثيرة، منها إصابات الأذن الوسطى مما يعيق عملية نقل الموجة الصوتية للأذن الباطنة، من الممكن هنا إجراء العمل الجراحي، وفي وقتنا الحاضر يوجد العديد من المساعدات السمعية التي قد تفيد في مثل هذه الحالات.
علاج اضطرابات الحنجرة والصوت
علاج اضطرابات الحنجرة والصوت في مراكز جراحة الأذن والأنف والحنجرة في تركيا يشمل مجموعة متنوعة من الإجراءات الطبية والجراحية لعلاج مشاكل الحنجرة والأحبال الصوتية، تشمل هذه العلاجات:
تنظير الحنجرة الجراحي (Microlaryngoscopy)
هو إجراء جراحي يسمح للطبيب برؤية الحبال الصوتية باستخدام المنظار. خلال هذا الإجراء يمكن تصحيح اضطرابات الحركة في الحنجرة. يمكن أن يستعمل أيضاً في توسيع تضيق الحنجرة والقصبة الهوائية ولإزالة العقيدات، السلائل، أو الأورام من الأحبال الصوتية
رأب الحنجرة الوسطي (Medialization laryngoplasty):
تساعد إجراءات رأب الحنجرة الوسطي على تحسين بنية الحبال الصوتية، مما يمكن أن يساعدها على إنتاج اهتزازات وإنتاج صوت أفضل. يقوم الطبيب أثناء هذا الإجراء بوضع غرسة سيليكون دائمة في منطقة الحنجرة. وفي شكل آخر من الإجراء، قد يقوم الطبيب بحقن حشو مؤقت في المساحة بدلاً من ذلك. قد يستخدم الأطباء هذا الإجراء لعلاج القصور المزماري، مما يعني أن الحبال الصوتية لا يمكن أن تنغلق بشكل صحيح. يمكن أن يؤثر القصور المزماري على قدرة الشخص على التنفس والبلع وقد يؤثر على صوته وتحدث لعدة أسباب:
- شلل الطيات الصوتية: يتضمن شلل الأحبال الصوتية شللًا كاملاً، أو عدم القدرة على الحركة، في الأحبال الصوتية.
- الإصابات
- الاضطرابات العصبية
- نمو غير طبيعي للأنسجة
جراحة ارتجاع المريء الحنجري (Laryngopharyngeal Reflux)
وهي جراحة بالمنظار تسمى تثنية القاع لنيسن، حيث يقوم الجراح بلف جزء من المعدتة حول الجزء السفلي من المريء لمنع الحمض من التسرب مرة أخرى للأعلى)
جراحة سرطان الحنجرة
يوجد ثلاث أنواع من الجراحات لاستئصال سرطان الحنجرة:
- الاستئصال بالمنظار: يمكن استخدام الاستئصال بالمنظار في المراحل المبكرة من سرطان الحنجرة. يستخدم الجراح مجهراً خاصاً للحصول على رؤية مكبرة للحنجرة، وهذا يسمح له باستئصال السرطان إما بالليزر أو بأدوات جراحية صغيرة. يتم إجراء الاستئصال بالمنظار تحت التخدير العام.
- استئصال الحنجرة الجزئي: تتضمن العملية إزالة الجزء المصاب من الحنجرة جراحياً مع ترك الحبال الصوتية في مكانها، لذا لن يفقد المريض القدرة على التحدث. هذه العملية غير شائعة في الوقت الحاضر، ويفضل الاستئصال بالمنظار كلما أمكن ذلك.
- استئصال الحنجرة الكلي: عادة ما يتم استخدام استئصال الحنجرة الكلي لعلاج سرطان الحنجرة المتقدم. تتضمن العملية إزالة الحنجرة بأكملها. قد يلزم أيضاً إزالة العقد الليمفاوية القريبة إذا انتشر السرطان إليها. يتم فيها إزالة الحبال الصوتية أيضاً، أي أن المريض لن تتمكن من التحدث كما كان قبل العملية.
الرعاية ما بعد الجراحة والتأهيل الصوتي
الرعاية ما بعد الجراحة والتأهيل الصوتي ضرورية لضمان التعافي الكامل وتحسين وظائف الصوت بعد الجراحة. تشمل هذه الرعاية:
- الرعاية الطبية المباشرة: تتضمن متابعة الجروح، تناول الأدوية الموصوفة، وتجنب الأنشطة التي قد تضر بالمناطق الجراحية.
- العلاج الصوتي: يتضمن جلسات مع أخصائي صوتي لتحسين النطق وتقوية الأحبال الصوتية.
- العلاج الطبيعي للحنجرة: يستخدم تقنيات مثل التمارين الصوتية والعلاج بالتنفس لتعزيز الشفاء وتحسين جودة الصوت.
الرعاية الجيدة والمتابعة الدقيقة بعد هذه الجراحات تضمن نتائج ناجحة وتعافي سريع للمرضى، مما يساعدهم على استعادة وظائفهم اليومية بشكل أفضل.
افضل المشافي المختصة في جراحة الأذن والأنف والحنجرة في تركيا
يوجد في تركيا مجموعة كبيرة من المشافي المرموقة والمختصة بجراحة الأذن والأنف والحنجرة، نذكر منهم:
- مستشفى ميديبول ميجا الجامعي
- مستشفى ميموريال (شيشلي)
- مستشفى يني محل للتدريب والبحوث
- مستشفى بالجالى الجامعي
أشهر أطباء جراحة الأذن والأنف والحنجرة في تركيا
يوجد في تركيا مجموعة كبيرة من الأطباء المختصين بجراحة الأذن والأنف والحنجرة، نذكر منهم:
- الأستاذ الدكتور هاكان كوركماز
- الدكتور سيزر كوليكتشي
- الدكتور عمر فاروق اونال
- الدكتور أوزكان أوزتورك
التكلفة المالية التقريبية لجراحة الأذن والأنف والحنجرة
تتراوح تكاليف جراحة الأذن والأنف والحنجرة في تركيا اعتماداً على طريقة العلاج ومدته والفحوصات قبل وأثناء العلاج، حيث يبلغ من 3000 إلى 7000 دولار وهو رقم متواضع بالمقارنة مع تكلفة هذه العملية في بعض الدول الأوروبية وأمريكا.
تضم مؤسسات جراحة الأذن والأنف والحنجرة الطبية التركية فرقاً طبية متميزة وأحدث المعدات، مما يجعلها في طليعة تقديم الرعاية الصحية المتكاملة. بفضل التقدم التكنولوجي والاهتمام الكبير بجودة الرعاية الصحية، تظل تركيا وجهة مفضلة للمرضى الباحثين عن علاجات فعّالة ومتطورة لمشاكل الأذن والأنف والحنجرة، مما يسهم في تحسين جودة حياتهم واستعادة صحتهم بشكل كامل.