يعد السرطان مشكلة صحية هامة وهو ثاني أكثر أسباب الوفاة شيوعاً بعد أمراض القلب والأوعية الدموية، ولذلك ركزت الأبحاث السرطانية في تركيا على تطوير طرق جديدة للتشخيص المبكر للسرطان، مما سيسمح باكتشاف السرطانات في وقت مبكر، أي عندما تكون أكثر قابلية للعلاج الناجح، ويشمل ذلك متابعة الواسمات الورمية واستخدام أحدث التقنيات المتاحة مثل تحديد العوامل التنبؤية التي من شأنها أن تساعد في التنبؤ باستجابة المريض لعلاجات معينة ودراسو الطفرات الجينية والمؤشرات الحيوية للسرطان والعلامات المناعية التي قد ترتبط بنتائج العلاج وبقاء المريض على قيد الحياة.
تركز مراكز الأبحاث السرطانية في تركيا على تطوير علاجات تكاملية تتضمن مزيجاً من الأساليب العلاجية المختلفة مثل العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والجراحة والعلاج الموجه والعلاج المناعي. يسمح هذا النهج بالعلاج الأكثر فعالية وشمولاً للورم، مما يزيد من فرص الشفاء التام على المدى الطويل.
طرق تشخيص السرطان في تركيا
مع التطور العلمي الهائل في تركيا في المجال الطبي والذكاء الاصطناعي، تظهر فرص جديدة لتحليل كميات كبيرة من البيانات ومعالجة الصور الطبية للحصول على التشخيص الدقيق لحالة المريض.
تختلف طريقة التشخيص بحسب نوع السرطان ونوع العضو المتأذي، ولكن يمكن شمل أغلب طرق تشخيص السرطان فيما يلي:
الفحص البدني
يقوم الأطباء عادةً بإجراء الفحص البدني أثناء الفحص الروتيني للمراجعين في العيادات أو المشافي. يتضمن البحث عن أي تغييرات مثل الكتل غير العادية أو أي أحساس جديد يزعج المريض.
الاختبارات المخبرية
يمكن أن تكون المستويات المرتفعة أو المنخفضة لبعض المواد في الجسم علامة على الإصابة بالسرطان. لذا فإن الاختبارات المخبرية للدم والبول وسوائل الجسم الأخرى التي تقيس هذه المواد يمكن أن تساعد الأطباء في التشخيص. ومع ذلك، فإن نتائج المختبر غير الطبيعية ليست علامة أكيدة على الإصابة بالسرطان. يتم استخدام نتائج الاختبارات المخبرية جنباً إلى جنب مع نتائج الاختبارات الأخرى مثل الخزعات والتصوير للمساعدة في تشخيص سرطان الشخص ومعرفة المزيد عنه، ومن هذه الاختبارات:
- تحليل كيمياء الدم
- تعداد الدم الكامل (CBC)
- تحليل الوراثة الخلوية
- قياس التدفق الخلوي أو التنميط المناعي
- الخزعة السائلة
- فحص البلغم
- الواسمات السرطانية
- تحليل البول
- فحص خلايا البول
من الممكن الحصول على نتائج طبيعية في العديد من الاختبارات حتى لو كنت مصاباً بالسرطان. ومن الممكن أن تكون نتائج الاختبارات غير طبيعية حتى لو كنت بصحة جيدة، لذلك نقول أن الاختبارات المخبرين وحدها لا تستطيع التأكيد على وجه اليقين ما إذا كنت مصاباً بالسرطان أم لا.
الاختبارات التصويرية
تقوم اختبارات التصوير بإنشاء صور لمناطق داخل الجسم تساعد الطبيب على معرفة ما إذا كان هناك ورم أم لا. يمكن عمل هذه الصور بعدة طرق:
الاشعة المقطعية (CT)
يستخدم التصوير المقطعي جهاز أشعة سينية مرتبط بجهاز كمبيوتر لالتقاط سلسلة من الصور للأعضائ من زوايا مختلفة. تُستخدم هذه الصور لإنشاء صور تفصيلية ثلاثية الأبعاد داخل الجسم.
في بعض الأحيان، قد يتلقى المريض صبغة أو مادة تباين أخرى قبل إجراء الفحص عن طريق الفم أو عن طريق إبرة في الوريد. تساعد المواد المتباينة على تسهيل قراءة الصور من خلال تسليط الضوء على مناطق معينة في الجسم.
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي مغناطيساً قوياً وموجات راديوية لالتقاط صور للجسم على شكل شرائح. يتم دمج هذه الشرائح لإنشاء صور تفصيلية لداخل الجسم، والتي يمكن أن تظهر الأماكن التي قد توجد بها أورام.
عندما يخضع المريض للتصوير بالرنين المغناطيسي، فإنه يستلقي ساكناً على طاولة يتم دفعها داخل حجرة طويلة تحيط بجزء من الجسم أو كله. يُصدر جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي أصواتاً عالية ونبضات إيقاعية.
في بعض الأحيان، قد يتم حقن صبغة خاصة في الوريد قبل أو أثناء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي، وهي تجعل الأورام تظهر بشكل أكثر سطوعاً في الصور.
المسح النووي
يستخدم الفحص النووي مواد مشعة لالتقاط صور لداخل الجسم. قد يُطلق على هذا النوع من الفحص أيضاً اسم المسح بالنظائر المشعة.
يتلقى المريض قبل هذا الفحص حقنة بكمية صغيرة من المادة المشعة، والتي تسمى مادة التتبع والتي تتدفق عبر مجرى الدم وتتجمع في العظام أو في أعضاء معينة.
بعد الفحص، ستفقد المادة المشعة في جسمك نشاطها الإشعاعي بمرور الوقت. وقد تخرج من جسمك أيضاً من خلال البول أو البراز.
فحص العظام
فحوصات العظام هي نوع من الفحص النووي الذي يتحقق من وجود مناطق غير طبيعية أو تلف في العظام. يمكن استخدامها لتشخيص سرطان العظام أو معرفة ما إذا كان قد انتشر إلى العظام من أماكن أخرى في الجسم (تسمى أورام العظام النقيلية).
يتم قبل هذا الاختبار حقن كمية صغيرة جداً من المواد المشعة في الوريد، وأثناء انتقالها عبر الدم تتجمع المادة في مناطق غير طبيعية في العظم وتظهر المناطق التي تتجمع فيها المادة على الصور الملتقطة بواسطة ماسح ضوئي خاص، وتسمى هذه المناطق “النقاط الساخنة”.
التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)
فحص PET هو نوع من الفحص النووي الذي يقوم بعمل صور مفصلة ثلاثية الأبعاد للمناطق داخل الجسم بحسب قبطها الغلوكوز، ونظراً لأن الخلايا السرطانية غالباً ما تستهلك قدراً أكبر من الغلوكوز مقارنةً بالخلايا السليمة، فيمكن استخدام الصور للعثور على السرطان في الجسم.
قبل إجراء الفحص، تتلقى حقنة من مادة تتبع تسمى الغلوكوز المشع. أثناء الفحص، ستظل مستلقياً على طاولة تتحرك ذهاباً وإياباً من خلال الماسح الضوئي.
الموجات فوق الصوتية
يستخدم هذا الفحص موجات صوتية عالية الطاقة لا يستطيع الناس سماعها. تشكل الموجات الصوتية صدى الأنسجة داخل الجسم. يستخدم الكمبيوتر هذه الصدى لإنشاء صور للمناطق داخل الجسمن، وتسمى هذه الصورة بالسونوجرام.
يستلقي المريض أثناء فحص الموجات فوق الصوتية على طاولة بينما يقوم الفني بتحريك جهاز يسمى محول الطاقة ببطء (والذي يصدر موجات صوتية عالية الطاقة) على الجلد فوق جزء الجسم الذي يتم فحصه. يتم تغطية محول الطاقة بجيل دافئ يساعده على الانزلاق على الجلد.
الأشعة السينية (X-rays)
تستخدم الأشعة السينية جرعات منخفضة من الإشعاع لإنشاء صور داخل الجسم. يقوم فني الأشعة السينية بوضع المريض في وضعية معينة وتوجيه الأشعة السينية إلى الجزء المراد تصويره من جسم المريض. أثناء التقاط الصور يحتاج المريض إلى البقاء ثابتاً جداً وقد يحتاج إلى حبس أنفاسه لمدة ثانية أو ثانيتين.
الخزعة
يحتاج الأطباء إلى إجراء خزعة للتأكد من الإصابة بالسرطان. الخزعة هي إجراء يقوم فيه الطبيب بإزالة عينة من الأنسجة غير الطبيعية ثم يقوم أخصائي التشريح المرضي بفحص الأنسجة تحت المجهر وإجراء اختبارات أخرى على الخلايا الموجودة في العينة ثم يصف النتائج في تقرير مخبر التشريح المرضي، والذي يحتوي على تفاصيل حول التشخيص الذي وصل إليه، حيث يمكن أن تساعد المعلومات الوارد في التقرير في توضيح خيارات العلاج المتاحة.
يمكن الحصول على عينة الخزعة بعدة طرق:
- الإبرة: يستخدم الطبيب إبرة لسحب الأنسجة أو السوائل. تُستخدم هذه الطريقة لفحص نقي العظم والبزل الشوكي وبعض خزعات الثدي والبروستاتا والكبد.
- المنظار: يقوم الطبيب بإدخال أنبوب رفيع مضاء يسمى المنظار عن طريق الفم أو فتحة الشرج. يمكن للطبيب إزالة بعض أو كل الأنسجة غير الطبيعية من خلال المنظار (مثل تنظير القولون وتنظير القصبات).
- أثناء الجراحة: يقوم الجراح بإزالة منطقة من الخلايا غير الطبيعية أثناء العملية. قد تكون الجراحة استئصالية (إزالة الورم بأكمله) أو قطعية (إزالة جزء من الورم).
طرق علاج السرطان وجراحة الأورام في تركيا
يمكن علاج بعض أنواع السرطان بطريقة واحدة بينما تتم مكافحة أنواع أخرى بشكل أكثر فعالية من خلال مجموعة من العلاجات، وتشمل العلاجات الجراحية غير الجراحية ما يلي:
العلاج الكيميائي
وهو علاج غير جراحي، حيث يعد نوع من العلاج بالتسريب قائم على الأدوية، يستخدم دواء قوي لقتل الخلايا السرطانية سريعة النمو.
العلاج الإشعاعي
العلاج الإشعاعي هو علاج غير جراحي متقدم للسرطان يستخدم الأشعة السينية عالية الطاقة لتدمير الخلايا السرطانية. يعمل هذا النوع من العلاج بشكل جيد عند استخدامه مع الجراحة والعلاج الكيميائي.
علاج السرطان بالأشعة التداخلية
يمكن استخدام علاج الأورام التداخلي إذا لم يكن من الممكن إزالة السرطان جراحياً أو علاجه بشكل فعال باستخدام العلاجات الأخرى. تشمل بعض إجراءات علاج الأورام التداخلية في تركيا ما يلي:
- الخزعات المعقدة
- الاستئصال بالتبريد
- الإصمام الكیمیائي عبر الشرایین (TACE)
- الاستئصال بالترددات الراديوية (RFA)
- إصمام الورم، مثل الانصمام الكيميائي والانصمام الإشعاعي بالإيتريوم-90 (Y-90) داخل الشرايين
العلاج المناعي للسرطان
وهو علاج غير جراحي للسرطان يستخدم الجهاز المناعي للمريض لاكتشاف السرطان ومكافحته. يمكن استخدامه كطريقة علاج أولية أو مع علاجات أخرى (مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي). يمكن أن يؤدي هذا النوع من العلاج إلى تقلص الأورام بشكل كبير وتقليل بعض الآثار الجانبية والمساعدة في السيطرة على السرطان بمرور الوقت.
العلاج الجراحي للسرطان
أحد خيارات علاج السرطان يمكن أن يكون الاستئصال الجراحي للورم. يوجد تقنيات لا تحصى للجراحة مثل الجراحة طفيفة التوغل والجراحة المفتوحة والجراحة التنظيرية والجراحة الروبوتية، وتشمل الجراحات ما يلي:
- جراحة الجهاز الهضمي
- جراحة أمراض النساء والحوض
- جراحة القلب والأوعية الدموية
- جراحة الرئة والصدر
- جراحة الأعصاب
- جراحة المسالك البولية
علامات الشفاء من السرطان
إن أهم علامة هي استجابة الجزئية السرطان للعلاج. إن الاستجابة الجزئية تعني أن الورم قد تقلص بنسبة 50% على الأقل، لكنه لا يزال موجوداً، بينما تعني الاستجابة الكاملة أو الهدأة الكاملة أنه لم يعد يمكن الكشف عن وجود السرطان في أي اختبار، قد يعني هذا غالباً وليس دائماً أن المريض قد شفي من السرطان، لكن لا يزال من الممكن أن يكون مصاباً بسرطان صغير جداً بحيث لا يمكن للاختبارات الكشف عنه.
عموماً لا يوجد علامات خاصة بجميع أنواع السرطانات، ولكن يمكن متابعة حالة الشفاء عن طريق نفس الطرق المستعملة في تشخيص السرطان، وهي:
- الفحص البدني
- الاختبارات المخبرية
- الاختبارات التصويرية بأنواعها المذكورة سابقاً
- الخزعة
الرعاية النفسية والتغذية لمرضى السرطان
من المهم جداً الحفاظ على التغذية السليمة والرعاية النفسية السوية قبل وأثناء وبعد علاج السرطان.
من الطبيعي أن تحتاج إلى بعض الدعم النفسي الإضافي عندما تشخص بمرض سرطاني. في الواقع، تشير الدراسات إلى أن الأشخاص المصابين بالسرطان الذين يتلقون دعماً اجتماعياً يتمتعون بنوعية حياة أفضل. لكن العديد من الأشخاص الذين يمكنهم الاستفادة من خدمات الدعم لا يستخدمونها لأنهم لا يعرفون عنها أو لا يعرفون كيفية العثور عليها، يمكن الحصول على الدعم النفسي من خلال عدة طرق:
مجموعات دعم مرضى السرطان
تجمع مجموعات الدعم الأشخاص الذين لديهم مواقف مماثلة. في هذه المجموعات، يمكن للأشخاص مشاركة مخاوفهم ومعرفة كيفية تعامل الآخرين معها. يمكن لمجموعات الدعم مساعدة الأشخاص على التعامل مع مشاعرهم والآثار الجانبية للعلاج. وقد يساعد الأعضاء أيضاً على اتخاذ القرارات من خلال مشاركة ما تعلموه. قد تساعد مجموعات الدعم أيضًا الشخص على معرفة كيفية التعامل مع المشاكل الأسرية المرافقة للمرض.
الاستشارة الفردية (واحد لواحد)
قد تكون الاستشارة الفردية خياراً جيداً إذا كانت مشاعرك تمنعك من القيام بأنشطتك العادية. في الاستشارة، يمكنك التحدث مع أحد المتخصصين المدربين للتعامل مع مخاوفك. إن الإصابة بالسرطان أو إصابة أحد أفراد الأسرة هي تجربة فردية مختلفة لكل شخص. تمنحك الاستشارة الفردية فرصة للتركيز على مشاعرك واهتماماتك.
تختلف الآراء الطبية حول الأهمية الجدية للحمية أثناء العلاج، ولكن تم الاتفاق أنه وباختلاف الحمية المتبعة فإن الهدف الأساسي هو الحفاظ على وزنك ثابتاً من أجل تقليل تغيرات الوزن إلى الحد الأدنى والحفاظ على الطاقة للتعامل مع جميع التحديات الجديدة التي قد يجلبها العلاج. يجب عليك محاولة تناول مجموعة واسعة من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والبروتينات العالية. على الرغم من أنك قد لا تشعر أنك على ما يرام أو قد لا تشعر بالرغبة في تناول الطعام، إلا أن الاهتمام المناسب بالتغذية يمكن أن يكون مهم أثناء العلاج.
أشهر أطباء علاج السرطان في تركيا
تتميز تركيا بوجود نخبة من الأطباء من مختلف الاختصاصات لعلاج السرطن، نذكر بعضهم على سبيل المثال لا الحصر:
- الدكتور شامل علييف
- البروفيسور الدكتور مصطفى أويغار قلايجي
- البروفيسور الدكتور نامق ياشار أوزبك
أفضل مراكز علاج الأورام في تركيا
يوجد في تركيا أفضل مراكز علاج السرطانات والأورام، ومنها:
- مستشفى آهي ايفران
- مستشفى ميموريال (بهجلي ايفلار)
- مستشفى العمرانية للتدريب والبحوث
- مستشفى أنقرة لعلاج الأورام
تكلفة علاج السرطان في تركيا
تبدأ تكاليف علاج الأمراض السرطانية من 1000 دولار وتختلف التكلفة كلياً بحسب الإجراء أو مجموعة الإجراءات المطلوبة وحسب نوع السرطان ومرحلته ومكانه.
يبقى الهدف الرئيسي هو الكشف المبكر عن السرطان والعلاج الفعال له، مما يزيد من فرص الشفاء ويحسن جودة حياة المرضى. بفضل هذه الجهود، تستمر تركيا في تحقيق تقدم ملحوظ في مجال مكافحة السرطان، مما يجعلها واحدة من أهم الدول في تقديم الرعاية الصحية المتكاملة والشاملة لمرضى السرطان.